كتب: سامية الإبشيهي -
12:07 م | الثلاثاء 15 أبريل 2025
يستقبل المصريون شم النسيم كل عام بطقوس مبهجة، ويظل البيض الملون أحد أبرز رموز هذه الاحتفالات، ولكن خلف تلك الألوان الزاهية تختبئ أخطار صحية صامتة تهدد سلامة الأسرة، خاصة مع استخدام أنواع من الألوان غير المخصصة للطعام، وتزايدت خلال السنوات الأخيرة التحذيرات الطبية التي تؤكد أن تلوين البيض بمواد كيميائية مجهولة المصدر قد يؤثر سلبًا على أجهزة الجسم الحيوية، ويؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة إذا لم يجري التعامل معه بطريقة آمنة.
وتسمح قشرة البيض المسامية بتسلل المواد الكيميائية من الخارج إلى الداخل، خاصة عند استخدام ألوان صناعية غير مخصصة للطعام، وفي هذا السياق يقول دكتور أحمد علام، استشاري التغذية العلاجية في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن بعض الأسر تقوم بتلوين البيض قبل سلقه، أو تستخدم بيضًا مشروخًا، ما يُضاعف من فرص تسرب الألوان إلى الداخل، وتؤدي هذه الممارسات إلى تلوث محتوى البيضة بمواد مثل الرصاص والزئبق، وهي معادن ترتبط بتلف الكبد وضعف وظائف الكلى.
ويُحذر الأطباء من تقديم البيض الملون للأطفال دون التأكد من نوعية الألوان المستخدمة، إذ أكد استشاري التغذية العلاجية أن بعض الألوان الصناعية قد تسبب اضطرابات سلوكية لدى الأطفال مثل فرط النشاط وضعف التركيز، فضلًا عن تأثيرها على الجهاز الهضمي، ويضيف أن أجسام الأطفال أكثر حساسية، وتراكم هذه المواد داخلها يؤدي إلى أعراض قد لا تُكتشف إلا بعد فترة طويلة.
يرتبط تناول البيض الملون بظهور أعراض تحسسية حادة لدى بعض الفئات مثل مرضى الربو، والكبد، والحساسية الغذائية، ويؤكد علام أن هذه الفئات تحديدًا يجب أن تبتعد تمامًا عن أي أطعمة جرى تلوينها بمواد مجهولة أو تجميلية، حتى وإن بدا مظهرها آمنًا، ويضيف أن التفاعلات التحسسية قد تتراوح بين طفح جلدي بسيط إلى أزمات تنفسية حادة.
تُخطئ بعض الأسر في تخزين البيض الملون لفترات طويلة في درجة حرارة الغرفة، إذ أن هذا الأمر يجعله عرضة لنمو البكتيريا الضارة، ويشير خبير التغذية إلى أن هناك حالات من التسمم الغذائي سُجلت بالفعل في السنوات الماضية نتيجة تناول بيض تم تخزينه بعد تلوينه دون تبريد كافٍ، وأوضح أن البيض يُعد من الأطعمة سريعة التلف، وأن لونه أو رائحته لا يُعدان مؤشرًا كافيًا لسلامته.
ويوصي استشاري التغذية العلاجية باستخدام ألوان طبيعية موجودة في مطبخ كل بيت، مثل البنجر الذي يعطي لونًا ورديًا، أو الكركم للأصفر، أو قشر البصل للبني، فهذه البدائل لا تشكل أي خطر على الصحة، وتُضفي نفس البهجة دون تعريض الجسم للمواد الكيميائية، ويقول علام أن الاحتفال بشم النسيم لا يستلزم تعريض أطفالنا للخطر، فالبدائل الصحية موجودة وبسيطة ومتاحة للجميع.
ويشدد خبير التغذية على أهمية تلوين البيض بعد سلقه وليس قبله، لتقليل فرصة تسرب الألوان إلى الداخل، كما ينصح بتقشير البيضة قبل تناولها، وغسلها جيدًا بالماء الساخن إذا أمكن.