رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

لأول مرة في التاريخ.. زراعة أسنان بشرية حقيقية باستخدام خلايا المريض 

كتب: سامية الإبشيهي -

03:01 ص | الثلاثاء 15 أبريل 2025

إنتاج سن طبيعي من خلايا المريض ذاته

لطالما شكّلت مشكلات الأسنان أحد أبرز التحديات التي تواجه الإنسان في مختلف مراحل حياته، سواء بسبب التسوس أو الفقدان الناتج عن الحوادث أو الأمراض، ورغم ما وفّرته التطورات في طب الأسنان من حلول جزئية، مثل الحشوات والتركيبات وزراعة الأسنان، فإنها تبقى حلولًا صناعية مؤقتة لا تعوّض الوظيفة الحيوية للأسنان الطبيعية.

لكن الطب يقف اليوم على أعتاب نقلة نوعية؛ إذ أعلن علماء بريطانيون عن إنجاز علمي جديد يفتح المجال أمام إعادة نمو الأسنان المفقودة داخل الفم، من خلال زراعتها في المختبر باستخدام خلايا مأخوذة من المريض نفسه، ما يتيح حلاً بيولوجيًا وطبيعيًا مستدامًا.

إنجاز غير مسبوق في زراعة الأسنان

وأعلن علماء في كلية طب الأسنان بجامعة «كينجز كوليدج» بلندن عن نجاحهم في زراعة أسنان بشرية داخل المختبر لأول مرة في التاريخ، باستخدام خلايا حية مأخوذة من المرضى أنفسهم، ومكنت هذه التجربة الفريق من إعادة خلق بيئة بيولوجية تحاكي البيئة الطبيعية لنمو الأسنان داخل جسم الإنسان، ما فتح الباب أمام زراعة أسنان حقيقية بطريقة طبيعية قبل نقلها إلى فم المريض.

كيف أُجريت الدراسة؟

واعتمد الفريق على تطوير مادة حيوية دقيقة تُحاكي البيئة الطبيعية لفم الإنسان، ما سمح للخلايا بالاتصال وإرسال إشارات حيوية أدّت إلى بداية تكوين بنية السن، وقد جرى اختيار خلايا جذعية مأخوذة من الفم أو الأنسجة القريبة منه، ما عزز فرص نجاح التجربة من حيث التوافق البيولوجي وسرعة التكوين.

ورغم أن التجارب لا تزال في مراحلها ما قبل السريرية، إلا أن هذه النتائج اختُبرت في بيئات معملية تحاكي الجسم البشري، وحققت نموًا أوليًا حقيقيًا لبنية الأسنان، ويعمل الفريق حاليًا على اختبار طريقتين للتطبيق العملي الأولى تعتمد على زراعة السن بالكامل في المختبر ثم زرعها داخل الفك، أما الثانية فتقوم على وضع الخلايا في مكان السن المفقود لتكمل نموها داخل الفم.

مقارنة بين الأسنان الصناعية والطبيعية

وأوضح الباحثون أن الأسنان المزروعة طبيعيًا تتفوّق على الحشوات والغرسات الصناعية من حيث التكيف البيولوجي، إذ تنمو وتندمج مع عظام الفك كما تفعل الأسنان الطبيعية، وتتمتع بعمر أطول ومتانة أكبر، مع تقليل احتمالات الرفض المناعي أو الالتهاب، كما أن الحشوات التقليدية قد تؤدي مع مرور الوقت إلى إضعاف بنية السن أو التسبب في تسوس ثانوي، في حين تبقى الأسنان المزروعة طبيعيًا أكثر أمانًا واستقرارًا على المدى الطويل.

من وحي الطبيعة.. الحيوانات كنموذج

وتشير الدراسة إلى أن بعض الحيوانات مثل أسماك القرش والفيلة تمتلك القدرة على تجديد أسنانها بشكل طبيعي مدى الحياة، وهي الظاهرة التي ألهمت الباحثين لمحاولة إعادة تفعيل هذه الآلية في الإنسان، وعلى الرغم من أن البشر يمتلكون مجموعتين فقط من الأسنان لبنية ودائمة، فإن إعادة برمجة الخلايا لبدء دورة جديدة من النمو باتت ممكنة بفضل هذه التقنية.

وأضافت الدكتورة آنا أنجيلوفا-فولبوني، مديرة قسم طب الأسنان التجديدي بالجامعة ما نعمل عليه الآن ليس فقط استعادة السن المفقود، بل تقديم علاج يعيد الحياة البيولوجية الكاملة للأنسجة الفموية، وهذه التقنية ستحدث ثورة في مجال العناية بالأسنان، وستقدم حلولًا أكثر فاعلية واستدامة.

خلايا مأخوذة من المريض نفسه في زراعة الأسنان

وصرّح الدكتور عمرو الجندي، استشاري جراحة الفم والأسنان، في تصريحات لـ«الوطن» بأن الاعتماد على خلايا مأخوذة من المريض نفسه في زراعة الأسنان سيغير قواعد اللعبة تمامًا، ولن نحتاج بعد اليوم إلى مواد صناعية أو زراعات قد ترفضها أجسام المرضى، وهذا التوجه الجديد سيحسّن جودة حياة المرضى ويقلل من المخاطر المرتبطة بالعلاجات التقليدية، وأوضح أن الحشوات وزراعة الأسنان ليست حلولًا مثالية، فالحشوات قد تُضعف السن مع الوقت، والغرسات تتطلب جراحة دقيقة وقد تسبب مضاعفات طويلة المدى، أما الأسنان التي تنمو من خلايا المريض نفسه، فهي أكثر توافقًا مع الجسم، ولا تثير ردود فعل مناعية.