كتب: سامية الإبشيهي -
06:02 ص | الثلاثاء 15 أبريل 2025
يظنّ بعض الأشخاص أنّ العصائر الطبيعية هي الخيار الصحي الأمثل خلال فصل الصيف، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والحاجة المستمرة إلى السوائل، إلا أن هذا الاعتقاد قد يكون مضللاً في بعض الحالات، لا سيما لدى مرضى السكري، فهناك أنواع معينة من العصائر، رغم كونها تبدو صحية، تخفي خلف مذاقها المنعش كميات كبيرة من السكريات، ما قد يُخلّ بتوازن الجسم ويُعرض المريض لمخاطر صحية متزايدة.
وتحذر التقارير الطبية الحديثة من اعتماد مرضى السكري على العصائر الصيفية كوسيلة للترطيب، لما تحويه بعض أنواع الفاكهة من نسب سكر مرتفعة ترفع مستويات الجلوكوز في الدم بشكل سريع، ويُضاف إلى ذلك بعض الإضافات كالعسل أو السكر الأبيض أو اللبن المُنكه، والتي تشكل عبئًا إضافيًا على الجسم، ما يضاعف من حجم الخطر.
وقال الدكتور أحمد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، إنّ أغلب العصائر التي يستهلكها الناس خلال الصيف تعد بمثابة «مصيدة صحية» لمرضى السكري، موضحًا أنّ كثيرين يظنون أنها آمنة لمجرد أنها طبيعية، لكن الحقيقة أنها قد تحتوي على كميات من السكر تفوق المسموح به يوميًا للمريض في كوب واحد فقط.
وأضاف «سلامة» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّ فاكهة مثل المانجا والعنب والتين الشوكي غنية بسكر الفركتوز، ويمكن أن تتحول بطريقة سريعة في الجسد لجلوكوز، مما يسبب ارتفاع مفاجئ وخطير في نسبة السكر، بالإضافة إلى العصائر الجاهزة أو المُعلبة تكون مليائة بالسكر المضاف ومحليات صناعية، وكلها عناصر بتأثر على استجابة الجسم للأنسولين.
وأشار الدكتور أحمد إلى أنّ هذه الأنواع من العصائر تُعتبر الأكثر خطورة، ويُفضل تجنبها تمامًا لمرضى السكر، خاصة في فصل الصيف:
وأوضح «سلامة» أنّ البدائل موجودة وسهلة، منها الماء المنكّه بشرائح الفاكهة كالليمون أو النعناع أو البرتقال، أو شاي الأعشاب غير المحلى، بالإضافة إلى بعض العصائر الطبيعية الخفيفة مثل الفراولة أو التوت ولكن بكميات قليلة وتحت رقابة الطبيب.
ونضح بضرورة قراءة مكونات أي عصير معلب قبل الشراء، وتجنب العبارات المضللة مثل طبيعي 100% دون النظر للجدول الغذائي.
وأكد أن المشكلة الأكبر تكمن في غياب التوعية، إذ يجهل كثير من المرضى أن الجسم في الصيف يكون أكثر حساسية تجاه التغيرات في مستويات السكر، وبالتالي فإن أقل كمية من السكر قد تُسبب خللًا في التوازن، خصوصًا مع الجفاف أو فقدان السوائل.