رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

زوجة الشهيد أحمد الشبراوي في اليوم العالمي للمرأة: أتمنى تقدير أسر الشهداء

كتب: أمنية قلاوون -

02:10 م | الخميس 08 مارس 2018

الشهيد أحمد الشبراوي

"سافر ما تحملش هم الولاد في عيني"، بتلك الكلمات المرتجفّة بنبرتها الهادئة عبَّرت المهندسة ندى حسن زوجة الشهيد أحمد الشبراوي، عمّا تتحمله زوجة رجل الجيش المرابط على الحدود من ألم لحظات الوداع، حاملة شؤون البيت على أكتافها بعد سماع خبر استشهاد رب المنزل، لتمارس دور "الأم والأب" لطفلها عمر ذو الـ4 سنوات، ولطفلتها تالين ذات الـ6 أشهر.

في ربوع الريف في مركز الزقازيق التابع لمحافظة الشرقية، تتواجد الزوجة التي تبعد عن زوجها النقيب أحمد الشبراوي، 230 كيلومترًا، حيث العريش بليلها حالك السواد المليئ بالدماء وبأصوات الرصاص المتناثرة هنا وهناك.

وفي صبيحة السابع من يوليو 2017، استيقظت الزوجة على سماع خبر ضرب الكتيبة 103 صاعقة، المرابطة على الحدود الشمالية في رفح، بعدما نامت ليلتها في تمام الواحدة صباحا على صوت زوجها، قائلة: "كان بيوصيني أكون معاه لو مات، وأركب العربية وهي بتنقله للمستشفى".

نوم متقطع وغير هادئ وقلب يرجف من الخوف، استلقت الزوجة الحامل في ذلك الوقت لبضع ساعات، لتستقبل خبر من والدة الشهيد "بيقولوا إن الكتيبة اتضربت"، بيد مرتعشة تمسك هاتفها لتتصل بالشهيد"، صوت يأتي عبر الهاتف "هذا الرقم مغلق"، تسارع لتتصل بزملائه الشهيد منسي وغيرهم لا أحد يجيب، تبحث على الإنترنت حتى آذان العصر، لترى صورة الشهيد منسي وخبر عن استشهاد باقي أفراد الكتيبة، وسارعت لتنفذ وصية زوجها الشهيد، وهي تحت مظلة الذهول، موضحة: "كلمت كل الناس أروح رفح، قالولي مش هينفع لدواعي أمنية، استنيت لتاني يوم الظهر لما جه مستشفى القصاصين".

"عايز أموت وأنا ماسك السلاح، مش موتة بلاش" كلمات زوجها لا تفارق خيالها، لتعيش في كل مرة يعتدي فيها إرهابيون على مجندين في الحدود، حالة من الحزن الشديد، يجعلها تغلق الباب عليها وتبحث عن زوجات الشهداء لمواستهن: "في حادثة الواحة اتصلت بزوجة الشهيد أقولها زوجك مات وهو بطل.. إحنا ملناش ذنب في إرهابي قرر إن زوجة تترمل وأولاد يتيتموا".

لحظات قاسية مرت على الأم في تربية أبنائها بمفردها تمامًا، دون دعم وسند الزوج الحاني "لحظة ولادة تالين قعدت أعيط لمدة يوم، كان نفسي أحمد يكون جنبي"، ولدت الطفلة دون الإمساك بيد والدها الذي تمناها.

وعن أصعب المواقف التي مرت بها في تربية أبنائها، تروي زوجة الشهيد أن نجله عمر تمنى وجود أبيه لحظة دخوله المدرسة، موضحة: "حرمان طفل من حضن أبيه كان صعب عليا، حاولت التعامل مع الموقف، أحمد حضر معاه إنترفيو المدرسة"، تعاملت الأم بتعليم طفلها الذي واجه صعوبة في بداية الأمر، "لازم تعرف أنتَ واختك إللي جاية إن باباكم بطل"، لم تيأس الأم من التعامل مع طفلها الذي مسه وجع الفراق بتهدئته في كل مرة يبكي.

واستطاعت الأم تحويل البكاء إلى الفخر، حيث يمر الطفل بمدرسة الشهيد على طريق "هرية رزانة" بالزقازيق، يشير إلى اسم والده "أحمد الشبراوي" مخبرًا زملائه "ده بابا".

بعد مرور نحو 8 أشهر على الاستشهاد، ظهر اسم الشهيد أحمد الشبراوي في أغنية الصاعقة "قالوا إيه": "كانت دعم معنوي لينا.. بشوف في عين عمر ابني نظرة فخر ده بابا، ولمَّا الأطفال غنوها في المدرسة رجع قالي بابا اسمه اتقال في الطابور".

تفرغت الأم لتربية أولادها ودعمهم محاولة كسب العيش من عملها كمهندسة مدنية.

وكما يبدو يوم المرأة العالمي بالنسبة إلى زوجة شهيد هي أحلام ممزوجة بين المرأة المهمشة وتذكر أسر الشهداء، وبين أحلامها لزوجها الشهيد، تقول: "أتمنى اسم أحمد الشبراوي يتحول إلى منشأة حيوية، وليست مجرد مدرسة لتخليد ذكراه، أتمنى تقدير أهالي الشهداء والاهتمام بهم".