كتب: سامية الإبشيهي -
12:24 ص | الأربعاء 16 أبريل 2025
مع اقتراب موسم الامتحانات، يزداد ضغط المذاكرة والتوتر بين الطلاب وأولياء الأمور، ما يدفعهم إلى البحث عن طرق لتحسين الأداء الذهني والقدرة على الحفظ والاستيعاب، وبما أن التغذية تُشكل دورًا حاسمًا في دعم الدماغ وتحسين وظائفه، يصبح اتباع نظام غذائي صحي أحد العوامل المؤثرة بشكل مباشر على التركيز والذاكرة.
تُمثل التغذية السليمة دورًا أساسيًا في دعم صحة الدماغ، خاصة في فترات الضغط الذهني مثل أيام الامتحانات، فاختيار الأطعمة الصحية يضمن إمداد العقل بالعناصر التي تعزز نشاطه وتقلل من التوتر، وفي هذا السياق يؤكد الدكتور محمد الحوفي، الأستاذ بقسم علوم الأغذية بجامعة عين شمس، في تصريح خاص لـ«الوطن»، ضرورة الالتزام بتغذية متوازنة يوميًا، قائلًا إنه يجب على الطالب أن يبدأ يومه بتناول أطعمة مغذية تحتوي على البروتين والكربوهيدرات المعقدة، لأن ذلك يساعد على تحسين الأداء الذهني والقدرة على الاستيعاب.
تعتبر الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الدهنية (أوميجا 3)، مثل المكسرات والأسماك الدهنية، من أفضل الخيارات لتحفيز العقل وتعزيز الذاكرة، كما أن الخضروات الورقية الداكنة، مثل السبانخ والبروكلي، تحتوي على مضادات أكسدة تحسن من وظائف الدماغ.
ويُنصح بالإكثار من تناول هذه الأطعمة، إذ إن المكسرات والأسماك الدهنية تغذي خلايا المخ وتحسن الإشارات العصبية، وهذا يظهر في زيادة التركيز والتفاعل مع المعلومات.
على الرغم من أن السكريات قد توفر دفعة سريعة من الطاقة، إلا أنها تتسبب في انخفاض سريع في التركيز بعد فترة قصيرة، كذلك، يجب تناول الكافيين بحذر لتجنب التوتر، ويحذر الدكتور الحوفي من الإفراط في تناول السكريات والمشروبات المنبهة، قائلًا ‘ن السكريات ترفع مستوى الطاقة بشكل مفاجئ، ثم يحدث هبوط حاد يؤثر على المخ سلبًا، كما أن الكافيين، إذا تم تناوله بكثرة، يسبب توترًا وقلة نوم، ما يؤثر على التذكر.
يعد الإفطار من أهم الوجبات التي تؤثر بشكل مباشر على الأداء الذهني، ويفضل أن يحتوي على مزيج من الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات لتوفير الطاقة المستدامة خلال اليوم، ويشدد الدكتور الحوفي على أهمية تناول فطور متوازن، فالطالب الذي يبدأ يومه بشوفان أو بيض مع فاكهة، سيكون قادرًا على الاستيعاب بشكل أفضل من الذي يتجاهل الإفطار أو يعتمد على الحلويات فقط.
يعد شرب الماء بكميات كافية من العوامل الأساسية التي تحسن من أداء الدماغ، وتقي من الجفاف الذي يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق والضعف العقلي، وينبه أستاذ علوم الأغذية إلى خطورة الجفاف على المخ، مؤكدًا أن قلة شرب المياه تقلل من التركيز وتسبب الشعور بالتعب والإرهاق حتى في حال عدم بذل جهد بدني، وينبغي على الطلاب شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا.
يلجأ بعض الطلاب إلى المكملات الغذائية لتحسين التركيز، ولكن يجب أن تكون هذه المكملات تحت إشراف طبي، إذ إن المكملات الغذائية قد تكون مفيدة في حالات معينة، ولكن الاعتماد على الغذاء الطبيعي أفضل بكثير، وإذا كان هناك نقص في بعض الفيتامينات مثل B12 أو أوميجا 3، فيجب تناول المكملات تحت إشراف مختص.
تعتبر الأطعمة الجاهزة والمقلية من أكثر الأطعمة التي تؤثر سلبًا على الدماغ، وتؤدي إلى الخمول والتعب العقلي، إذ إن الوجبات السريعة تجهد الجهاز الهضمي وتؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى الدماغ، ما يضعف التركيز، ويجب تجنب هذه الأطعمة، خاصة في فترات المذاكرة.
يعد النوم الجيد جزءًا أساسيًا من المعادلة التي تضمن الأداء الذهني الأمثل، فالنوم يساعد على تثبيت المعلومات وتحسين الذاكرة، وهناك علاقة بين النوم والغذاء، وإذا كان الطالب يتبع نظامًا غذائيًا جيدًا، ولم يحصل على قسط كافٍ من النوم، فلن يحصل على الفائدة المرجوة، فالنوم الجيد يساعد على استرجاع المعلومات ويجدد نشاط العقل.