رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«سامية» بائعة خضار تصل بابنها الكفيف لمحطته الأخيرة في التعليم الجامعي: «حلم واتحقق»

كتب: أحمد الأمير -

09:37 ص | الإثنين 04 سبتمبر 2023

سامية وابنها في حفل تخرجه

في مشهد يمتلئ بالقوة والعطاء، بدأت الخمسينية سامية كمال، رحلة شاقة قبل أكثر من 30 عامًا في بيع الخضار، إذ كانت تحلم بمستقبل مشرق لأبنائها الأربعة، وتحملت الكثير من الصعاب والتحديات في سبيل تعليمهم، ورزقها الله «محمد»، الذي يعاني فقدان البصر، فقدمت له الدعم والرعاية طوال حياته، وحملته على ظهرها وصاحبته في كل مرحلة تعليمية، من الحضانة إلى المدرسة الابتدائية والإعدادية، وحتى تخرجه في كلية الآداب.

بائعة خضار تحمل ابنها الكفيف على ظهرها

تصف «سامية» تجربتها في بيع الخضار، بأنها كانت في البداية صعبة، وهو أمر طبيعي لامرأة تعمل في مجال يتطلب جهدًا بدنيًا ومع ذلك، قررت مواجهة الظروف والنزول إلى الشارع لكنها كانت تتذكر مستقبل أبنائها كلما أحست بالتعب، وهو الهدف الذي جعلها تتجاوز صعوبات هذه المهنة، إذ تستيقظ باكرًا كل يوم وتستعد لاستقبال زبائنها في منطقة منيل شيحة التابعة لمركز أبو النمرس بالجيزة، ثم تعود إلى منزلها في وقت متأخر من الليل، وهي تحمل معها قوت يومها وتجتزأ من مكسبها لتعليم أبنائها.

اعتادت السيدة الخمسينية على تحمل الصعاب للعناية بأبنائها خاصة «محمد» ذو الـ23 عامَا، فهو كفيف منذ ولادته، قائلة إنها كانت تسير معه على الأقدام حتى يصل إلى حضانته في مدينة نصر يوميًا، واستمرت في حمله على ظهرها خلال فترتي الابتدائية والإعدادية، وعندما دخل المرحلة الثانوية وأصبح شابًا، بدأت تمسك بيده وتصطحبه إلى مدرسته في الجيزة، ثم تعود لمزاولة عملها في بيع الخضار.

ترافقه إلى المترو وتصطحبه إلى الجامعة

وفي فترة الجامعة، كانت بائعة الخضار تستيقظ في الصباح وتجهز لـ«محمد» الطعام والشراب، ثم ترافقه إلى المترو وتصطحبه إلى الجامعة: «لم أفارقه لحظة في مسيرته التعليمية حتى حفل تخرجه، وشعرت بفرحة عارمة عندما حصل على شهادته الجامعية والدرع التكريمي، كانت هذه اللحظة فارقة في حياتي وكأن روحي عادت من جديد وشعرت بأن تعبي ومجهودي لم يذهبا هدرا».

يؤكد «محمد» أنّ والدته بذلت مجهودًا كبيرًا، ويتمنى أن يتمكن من رد هذا المجهود في يومٍ من الأيام، ولولا والدته، لما تحقق حلمه في الحياة، ويتذكر تعبها وعنايتها به، وكيف لم تتخل عنه لحظة واحدة: «كانت تحملني على ظهرها وتصطحبني إلى المدرسة، ووقفت بجانبي كل دقيقة قضيتها في تعليمي حتى أتممت مسيرتي الدراسية، وتمكنت من التخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة»، وحضرت السيدة الخمسينية حفل تخرج ابنها منذ أيام قليلة، لتكون بجانبه في أهم مناسبة بحياته.

الكلمات الدالة