رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

20 سيدة يتفوقن على الرجال في مصنع: الشاطرة تغزل «كتان»

كتب: سحر عزازى -

تصوير: ماهر العطار

01:30 م | الثلاثاء 20 سبتمبر 2022

سيدات تعمل في مصنع بمحافظة الغربية

ما يقرب من 20 سيدة يقفن على ماكينات غزل الكتان منذ السابعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً، داخل أحد مصانع قرية «شبرا ملس» بمحافظة الغربية، لمواصلة العمل بجِد واجتهاد ملحوظ، لا فرق بينهن وبين الرجال، بل يستطعن التفوق عليهم في الصبر وإتقان العمل.

يحكي عادل السيسي، صاحب المصنع، أنه يعتمد بشكل أساسي على السيدات للعمل في المصنع، الذي عمره 10 سنوات، لتمتعهن بمهارات فائقة جعلتهن مميزات، وتتراوح أعمارهن بين 40 و65 عاماً، متحديات ظروف العمل الصعبة، لتوفير قوت أسرهن: «ستات جدعان بيتحملوا المسئولية، وبيصرفوا على بيوتهم وبيجهزوا بناتهم، منهم مطلقات وأرامل ومتزوجات بيساعدوا أزواجهم».

يقول صاحب المصنع، إن هناك بعض الطالبات في المرحلتين الإعدادية والثانوية يترددن على المصنع في الإجازة الصيفية لتوفير مصاريف دراستهن: «معظم الطالبات أمهاتهم شغالين في المصنع وبييجوا معاهم، وبيعملوا جمعيات عشان يوفروا لبس المدارس ومصاريفهم، وده بيشجعنا نفتح لهم باب رزق عشان نساعدهم».

السيدات يواصلن العمل 10 ساعات يومياً مقابل 60 جنيهاً

لا تكتفي السيدات بساعات العمل الأساسية، ومعظمهن يخترن العمل لوقت إضافي لزيادة دخولهن: «الست من دول بتصحى الفجر تجهز أكل أولادها، وتنضف بيتها وتعمل أكل لنفسها وتيجي تشتغل لحد المغرب بدون شكوى، وبتعمل الشغل أحسن من الرجالة».

منذ عام ونصف بدأت «أم محمود»، 40 عاماً، العمل في المصنع، لمساعدة زوجها، الذي يعمل «منجّد» بعد تراجع مهنته، فضلاً عن تجهيز فتياتها: «كنت بشتغل في الأراضي، وتعبت وعرفت إن فيه مصنع كتان، جيت مع واحدة صاحبتي وعلمتني كل حاجة، ودلوقتي بعرف أشتغل على كل المكن».

فقدت «أم محمود»، ابنها الأكبر بعد شهور من مرضه، وأصبحت بحاجة لعمل يعينها على توفير مصاريف باقي أبنائها الثلاثة: «أصريت إن أعلمهم وبكافح عشانهم بـ60 جنيه في اليوم، وبقول رضا»، لافتة إلى أنها اختارت العمل يومين لمدة ساعتين إضافيتين لزيادة دخلها: «بيطلع لي 150 جنيه في الأسبوع، بتغطي مصاريفي، وبعمل جمعيات عشان أقدر أجهز بناتي».

نصف ساعة يحصل عليها السيدات يومياً لتناول وجبة الغذاء معاً، يتبادلن خلالها الحديث للتخفيف عن أنفسهن، ومواصلة الكفاح في الحياة: «لو معملناش كده هنطق وهنتعب، لازم نفضفض ونرجع نكمل شغل تاني، وندعي ربنا يعينّا على التعب»، تقولها «أم مصطفي»، التي قررت العمل في المصنع منذ أربع سنوات، تقف على جميع الماكينات لسحب وجرد الكتان بخفة ومهارة لافتة للأنظار.

تقول «أم مصطفي» إن الكتان يدخل إلى الماكينة ويخرج شرائح، ثم يدخل ماكينة أخرى: «كنت شغالة في مصنع هدوم وقفل، وجيت هنا اتعلمت الشغل واتميزت فيه، وكل اللى نفسي فيه أعيش مستورة والمرتب يزيد، لأنه ما بيكفيش»، موضحة أنها انفصلت عن زوجها، وتعول أبناءها بمفردها دون شكوى، على أمل أن تتحسن ظروفها في المستقبل القريب.