كتب: سامية الإبشيهي -
06:35 ص | الأربعاء 16 أبريل 2025
الحلويات جزء أساسي من نمط حياتنا اليومية، تُقدَّم في المناسبات، وتُستهلك بعد الوجبات، وتُرتبط بمشاعر الفرح والمكافأة، ومذاقها اللذيذ يجعلها محببة للكبار والصغار على حد سواء، لكن خلف هذا الطعم الحلو، تختبئ أضرار لا يُستهان بها، بدءًا من زيادة الوزن، ومرورًا بتقلبات المزاج، وصولًا إلى الإدمان وضعف المناعة، وعلى الرغم من إدراك البعض لهذه المخاطر، يبقى التخلي عن السكريات تحديًا حقيقيًا، فماذا لو قررت الابتعاد عن تناول الحلويات لمدة شهر كامل؟
وفي هذا السياق، يشير دكتور محمد الحوفي، أستاذ علوم الأغذية، في تصريحاته لـ«الوطن»، إلى أن الانقطاع عن الحلويات لمدة شهر، يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم، ما يؤدي إلى ثبات الطاقة اليومية والتقليل من الشعور بالتعب المفاجئ، كما أن الجسم يبدأ في التوقف عن الاعتماد السريع على السكريات كمصدر طاقة، ويلجأ لحرق الدهون المخزنة، ما يعزز النشاط الذهني والبدني.
وشدد على أن الابتعاد عن الحلويات يقلل من السعرات الحرارية الفارغة التي يستهلكها الإنسان يوميًا دون فائدة غذائية حقيقية، وفي خلال شهر واحد فقط، يمكن أن يفقد الشخص من 2 إلى 4 كيلوحرامات إذا التزم بنظام غذائي متوازن، ويعتبر هذا من أبرز النتائج المحفزة للالتزام بهذا التحدي.
السكريات تؤثر بشكل سلبي على الكولاجين في البشرة، ما يسرّع من ظهور التجاعيد والبثور، والامتناع عن الحلويات لشهر واحد فقط، كفيل بجعل البشرة أكثر إشراقًا وصفاءً، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من حب الشباب أو الالتهابات الجلدية.
ويرى أستاذ علوم الأغذية أن السكر يخلق نوعًا من الإدمان الغذائي، حيث يحفز مناطق في الدماغ مشابهة لتلك التي تتأثر بالمخدرات، وبعد مرور أسبوعين من التوقف، تقل الرغبة الشديدة في الحلويات تدريجيًا، ويبدأ الشخص في تذوق الطعام بشكل مختلف وأكثر طبيعية.
السكريات تؤثر على جودة النوم، خاصة عند تناولها مساءً، ويضيف أن عند الانقطاع عنها، يشعر الشخص بنوم أكثر عمقًا وانتظامًا، ما يؤثر إيجابيًا على التركيز والانتباه خلال النهار.
ويشير دكتور الحوفي إلى أن السكر له دور في تثبيط الجهاز المناعي وزيادة فرص الالتهابات، لافتا إلى أن الابتعاد عن الحلويات يقلل من التهابات الجسم ويعزز قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الأمراض، خصوصًا نزلات البرد والحساسية.
يسهم الابتعاد عن الحلويات في تقليل مشاكل الانتفاخ والغازات واضطرابات الهضم، لأن السكر يغذي البكتيريا الضارة في الأمعاء، وأن شهر واحد دون سكريات، قد يعيد التوازن الطبيعي للبكتيريا المفيدة في الجهاز الهضمي.
