«كحك العيد بتاع ريحة وطعم زمان».. هي الغاية التي يبحث عنها الجميع في كل عيد فطر، وتلك المواصفات وجدت داخل أحد المصانع الموجودة في منطقة وسط البلد، وتحديدا بمنطقة العتبة عند سوق الكهرباء والمعروف بسوق العشماوي، داخله يقبع واحد من أقدم المخابز أو مصانع الكحك في مصر، أسس عام 1915، وفي حينها كان الوحيد الذي يبيع الكحك بهذا الطعم والجودة، وكان لـ كاميرا «الوطن» جولة داخل المصنع لمعرفة أسراره.

كحك على قديمه في العتبة.. بطعم زمان

كان هو المخبز الوحيد الذي يبيع كحك العيد، حوله أنوار من كثرتها قلبت الليل نهارا، وحده يبيع المخبوزات المختلفة، صغير مقارنة بالمحال حوله، ضيق في مدخله واسع للغاية به مصنع مصغر في الداخل، آخر الرواق يوجد عجانة كبيرة للغاية، تستوعب العجائن بكافة أشكالها، كحك، بيتي فور، بسكويت، غريبة، وبعد العجن تأتي المراحل المختلفة لصنع الكحك.

الغريبة توضع بكميات كبيرة، بحسب محمد عبدالله صاحب المصنع، ووارثه عن والده الذي اشتراه قديما، ومن ثم بعد العجن يجب أن تترك ليلة كاملة في الثلاجة، كي تتداخل المكونات معا، زبدة، ودقيق وماء وتخمر وتكون متماسكة، وبعد التخمير في الثلاجة يجرى العمل عليها ثاني يوم.

على طاولة مستطيلة يقف الخباز، يلف العجين بطريقته الفنية، يقطعه قطع صغيرة، ثم يلفها حول بعضها البعض، وفي النهاية يشكلها غريبة، ويضع فيها الزينة، وتدخل فرن هادئ الحرارة تماما.

يقول أحمد عبدالله إن زبائن المصنع لم يتغيروا منذ عشرات السنين، منذ زمن الوالد، وحتى الآن يأتي العجائز لشراء الكحك والبسكويت واحتياجات عيد الفطر كلها من قراقيش وبتي فور وغريبة، وغيرها، وإذا لم يأت العجائز فإن أولادهم وأحفادهم يحبوا شراء كحك بسكويت عيد الفطر من مخبز العشماوي القديم في وسط البلد.