كتب: سامية الإبشيهي -
12:12 م | الأربعاء 16 أبريل 2025
كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من كلية طب وايل كورنيل الأمريكية ومركز نيويورك للجينوم، عن تقنية طبية جديدة تعتمد على تسلسل الجينوم الكامل للحمض النووي الخالي من الخلايا cfDNA في الدم، وتتيح الكشف المبكر عن السرطان بدقة شديدة، ونُشرت الدراسة في مجلة Nature Methods ونقلها موقع Medical Xpress، وتمثل هذه الدراسة نقلة نوعية في أدوات التشخيص الوراثي المعتمدة على عينات الدم، بعد أن أثبتت كفاءتها في رصد الحمض النووي الورمي حتى في تركيزات ضئيلة جدًا تصل إلى جزء في المليون.
تعتمد التقنية الجديدة على فحص الـcfDNA الذي يُفرز في مجرى الدم نتيجة موت الخلايا السرطانية، إّ يجري تحليل الجينوم الكامل لهذه الشظايا للكشف عن التغيرات الوراثية المرتبطة بالسرطان، ويُعد هذا النهج أكثر شمولًا من التحاليل الجينية التقليدية، التي كانت تركز فقط على أجزاء محددة من الجينوم بناءً على التوقعات.
وتعليقا على هذه الدراسة، أوضح الدكتور إيهاب مصطفى، أخصائي التحاليل الطبية، في تصريحات لـ«الوطن»، أن استخدام طريقة تصحيح الأخطاء التي تعتمد على التكرارات في الحمض النووي مزدوج السلسلة، ساهم في خفض معدل الخطأ في النتائج، ما يجعل التقنية أكثر موثوقية في تحديد البصمات الجينية للسرطان في وقت مبكر للغاية حتى دون الحاجة للوصول إلى نسيج الورم نفسه.
وأضاف أن هذا النوع من التحاليل يسمح بالكشف عن وجود طفرات سرطانية دقيقة للغاية، ويستطيع تمييز الطفرات النادرة وسط الحمض النووي الطبيعي، مشيرًا إلى أن مثل هذه القدرة لم تكن ممكنة بالطرق التقليدية التي قد تتأثر بالتشويش البيولوجي أو حساسية الأجهزة.
ولفت أخصائي التحاليل الطبية إلى أن التقنية لا تقتصر فقط على التشخيص المبكر، بل تُمثل دورًا مهمًا في متابعة تطور الحالة لدى المرضى بعد العلاج، إذ يمكن استخدامها لرصد وجود الحمض النووي الورمي المتبقي، وبالتالي تقييم فعالية العلاج ومدى احتمالية عودة الورم أو عدمه.
رغم ما تحققه من دقة، أشار مصطفى إلى أن التحليل الجيني لا يُعد بديلاً تامًا عن الخزعة النسيجية، خاصةً لتحديد نوع الورم ودرجته، لكنه يمثل أداة فعالة لتقليل اللجوء للخزعات في المراحل الأولية أو لمراقبة الحالات، وهو ما يمكن أن يحسّن جودة حياة المرضى ويخفف الضغط عن الأنظمة الصحية.
وأكد أن فحص الدم المعتمد على تسلسل الجينوم الكامل يمثل توجهًا عالميًا جديدًا في الطب الشخصي وعلاج الأورام، خاصةً مع تزايد الاعتماد على البصمات الوراثية في اختيار الخطط العلاجية الدقيقة، بما يتناسب مع الطفرات الفريدة لكل مريض، وهو ما يرفع نسب الشفاء ويقلل من آثار العلاجات الجانبية.