كتب: سامية الإبشيهي -
12:00 م | السبت 19 أبريل 2025
نشرت صحيفة «ديلي ميل»، تحذيرات من خبراء الصحة حول خطر الزيوت النباتية الشائعة مثل زيت فول الصويا وعباد الشمس، التي قد تُسهم في زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الثدي، وأكدت الدراسات أن حمض اللينوليك في هذه الزيوت، يتفاعل مع الحرارة، ما يعزز نمو الخلايا السرطانية، ونصح الأطباء بتقليل استهلاك هذه الزيوت، خاصةً الأشخاص المعرضين للخطر، والبحث عن بدائل أكثر أمانًا مثل زيت الزيتون الذي يحتوي على دهون أكثر استقرارًا وأقل ضررًا.
يحتوي حمض اللينوليك على خصائص قد تؤدي إلى نمو الخلايا السرطانية، وعند تسخين زيوت مثل زيت فول الصويا وعباد الشمس، يبدأ حمض اللينوليك في التفاعل مع الحرارة، ما يؤدي إلى تغيرات في تركيبته قد تعزز من عملية تحول الخلايا السليمة إلى سرطانية، كما أظهرت الأبحاث التي أجراها فريق من الباحثين في كلية طب وايل كورنيل في نيويورك، أن هذا التفاعل يمكن أن يسرع من نمو الأورام لدى الفئران المصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي.
وأشارت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «The Lancet» للطب البيئي، إلى أن الاستهلاك المستمر للزيوت الغنية بحمض اللينوليك، يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة، وفي التجارب التي أُجريت على الفئران، جرى ملاحظة أن تلك التي تغذت على كميات كبيرة من الزيوت المحتوية على حمض اللينوليك، أظهرت أورامًا أكبر وأسرع نموًا مقارنة بالتي تلقت نظامًا غذائيًا خاليًا من هذا الحمض.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أكد الدكتور حسام فريد، أخصائي الأورام، أن خطر حمض اللينوليك على الخلايا السرطانية لا يقتصر فقط على الفئران، وأضاف أنه على الرغم من تجارب الحيوانات، إلا أنها لا تعني بالضرورة نفس النتائج على البشر، لافتًا إلى أن هناك دلائل قوية تشير إلى أن استخدام الزيوت الغنية بحمض اللينوليك بشكل، مفرط قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص المعرضين لهذا النوع من الأمراض، خاصةً النساء اللاتي لديهن استعداد وراثي للإصابة بسرطان الثدي.
من المهم أن يدرك الأفراد أن هناك زيوتًا بديلة يمكن استخدامها بشكل أكثر أمانًا، مثل زيت الزيتون على سبيل المثال، حيثُ يحتوي على نسبة منخفضة جدًا من حمض اللينوليك، ما يجعله أكثر استقرارًا عند تعرضه للحرارة، وهو أحد أفضل خيارات للطهي، وذلك لأنه يحتوي على دهون أحادية غير مشبعة، لا تتفاعل بشكل كبير مع الحرارة، ما يقلل من المخاطر الصحية المرتبطة بزيوت البذور.
وأشار أخصائي الأورام أيضًا، إلى أن التغذية السليمة تُمثل دورًا كبيرًا في الوقاية من الأمراض السرطانية، مضيفًا أن تجنب الزيوت الغنية بالدهون المشبعة والحد من تناول الأطعمة الجاهزة والمصنعة، يعد من العوامل الأساسية في الوقاية من السرطان، بالإضافة إلى ذلك، يجب التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن، مثل الفواكه والخضروات الطازجة.
وتشير الأبحاث إلى أنه من خلال إدخال تعديلات بسيطة في نظامنا الغذائي، يمكن تقليل المخاطر بشكل كبير، بدلًا من الاعتماد على الزيوت النباتية الغنية بحمض اللينوليك، حيث يمكن استخدام الزيوت الأكثر استقرارًا مثل الزيتون وجوز الهند، كما يُنصح بتناول الأطعمة العضوية قدر الإمكان، وتقليل استهلاك الأطعمة المقلية، واختيار طرق الطهي التي لا تعتمد على درجات حرارة مرتفعة مثل الطهو على البخار أو الشوي.