رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

باحثون صينيون يكتشفون علاجا جديدا للأورام من سم نمل النار الأحمر.. طفرة علمية

كتب: سامية الإبشيهي -

06:04 ص | الإثنين 07 أبريل 2025

نمل النار الأحمر

منذ عقود طويلة، ظل نمل النار الأحمر بمثابة كابوس للمزارعين في مناطق شتى من العالم، إذ ارتبط اسمه باللدغات المؤلمة، وتخريب المحاصيل، ومهاجمة الماشية، حشرة صغيرة، لكنها شرسة وشريرة في سلوكها، حتى أصبحت تُلقب في بعض الأوساط بـ«آفة الزراعة القاتلة».

لكن المفارقة المدهشة جاءت من قلب المختبرات العلمية، حيث تحوّل هذا الكائن العدواني إلى موضوع بحث واعد في مجال الطب الحديث، بعد أن كشفت دراسات حديثة عن وجود مركبات حيوية في سمّه قد تغيّر مستقبل علاج الأمراض.

سم نمل النار الأحمر

في دراسة حديثة نشرتها دورية Frontiers in Immunology، توصل فريق من الباحثين الصينيين إلى أن سم نمل النار الأحمر يحتوي على مجموعة فريدة من المركبات النشطة بيولوجيًا، أبرزها مركبات تُعرف باسم «السولينوبسينات» (Solenopsins).

هذه القلويدات النيتروجينية لم تكن فقط مسؤولة عن التأثير المؤلم للدغات النمل، بل أظهرت خصائص طبية هائلة قد تجعلها أساسًا لتطوير جيل جديد من العلاجات.

وقال الفريق البحثي إنها حالة استثنائية لتحول شرير الطبيعة إلى حليف حيوي، وقد تحمل المواد الكيميائية ذاتها التي تجعل نمل النار خطيرًا للغاية مفتاح الجيل القادم من المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للالتهابات.

وتكمن أهمية هذه المركبات في قدرتها على التدخل في المسارات الخلوية المرتبطة بالالتهابات، نمو الأورام، وتكوين الأوعية الدموية، وهي العمليات الأساسية في عدد من الأمراض المعقدة مثل السرطان، واضطرابات المناعة الذاتية، والأمراض المُعدية.

وعلى الرغم من أن سم بعض الكائنات مثل الثعابين والعناكب تمت دراسته منذ سنوات طويلة، إلا أن سم نمل النار الأحمر ظل مهملًا إلى حد كبير، ربما بسبب صغر حجم الحشرة أو صعوبة التعامل مع مستعمراتها، لكن التطور في تقنيات التحليل الجزيئي وفصل المركبات أتاح للعلماء مؤخرًا الفرصة لعزل السولينوبسين وإنتاجه معمليًا.

مفتاح علاج الأمراض المستعصية

وفي هذا السياق قال الدكتور سعيد عبدالحليم، استشاري الأورام، لـ«الوطن»، إن السولينوبسين هو مركب قلوي دهني يُفرز في سم نمل النار الأحمر، وله خصائص فريدة شبيهة بمركبات موجودة طبيعيًا داخل خلايا الجسم، مثل السفينغوزين، والتي لها دور تنظيمي حيوي مهم، مضيفا أن الدراسات المعملية أظهرت تأثيرًا مباشرًا للسولينوبسين كمضاد للميكروبات، ومضاد للالتهابات، بل وتم اختباره على بعض أنواع الخلايا السرطانية، وكانت النتائج مشجعة للغاية، لكننا ما زلنا في المراحل المعملية ولم نصل إلى التجارب الإكلينيكية بعد.

وفي حال التأكد من أمان المركب وتطوير صيغة دوائية فعالة له، يمكن أن يُستخدم في علاج حالات مثل الصدفية، بعض السرطانات الجلدية، وحتى العدوى المقاومة للمضادات الحيوية التقليدية.