كتب: سامية الإبشيهي -
05:58 م | الإثنين 07 أبريل 2025
في 7 أبريل من كل عام، يحتفل العالم بيوم الصحة العالمي، وهي مناسبة تسلط الضوء على أهمية تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض، ووفقًا لما أورده موقع «تايمز ناو»، يعد النشاط البدني اليومي ركيزة أساسية للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية، إذ يسهم في تحسين اللياقة، وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة، في وقت تتزايد فيه التحديات الصحية الناتجة عن أنماط الحياة غير الصحية.
وتشير الدراسات الطبية إلى أن النشاط البدني، مهما كان بسيطًا، يعد خطوة مهمة نحو تحسين صحة الجسم والعقل، ومع تقدم العمر، يبدأ معدل الأيض في التباطؤ، وتضعف العظام، ما يزيد من أهمية ممارسة الرياضة بانتظام، وفي هذا السياق قال الدكتور أحمد علام، أخصائي العلاج الطبيعي، إنّ النشاط البدني المنتظم يحسن قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، كما يعزز من مستوى الطاقة ويحسن من الصحة العامة.
وأضاف «علام» في تصريحات لـ«الوطن» أنّ بداية النشاط البدني يمكن أن تكون بسيطة للغاية مثل المشي يوميًا أو القيام بتمارين التمدد الخفيفة في الصباح، تدريجيًا، يمكن أن يشعر الفرد بزيادة في قوته وتحسن في صحته العامة.
ومع مرور الوقت، يزداد معدل الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم نتيجة لنمط الحياة الخامل، والعديد من الأشخاص يدّعون أن ليس لديهم وقت لممارسة الرياضة، لكن الحقيقة أنهم ببساطة لا يخصصون الوقت لذلك، ولكن، كما يؤكد الدكتور علام، أنه من الضروري تخصيص 15 دقيقة يوميًا على الأقل للنشاط البدني البسيط، وهذا يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في صحتك، فالنشاط البدني المنتظم ليس فقط للوقاية من الأمراض، بل أيضًا لتحسين أداء الجسم وقدرته على التكيف مع الضغوط اليومية.
الرياضة لا تقتصر فوائدها على الصحة الجسدية فحسب، تساعد في تحسين الحالة النفسية، ووفقًا لموقع «تايمز ناو»، يساعد النشاط البدني على إفراز هرمون الإندورفين، الذي يُعرف بهرمون السعادة، وأوضحت الدكتور صفاء حمودة أخصائية الطب النفسي، أن ممارسة الرياضة، حتى وإن كانت لفترات قصيرة، يمكن أن تحسن المزاج بشكل ملحوظ وتقلل من مستويات التوتر والقلق.
وتُظهر الدراسات أن الرياضة قد تكون فعالة مثل الأدوية المضادة للاكتئاب لدى بعض الأشخاص، فالتمارين المنتظمة تحسن من دورة النوم، ما يعزز قدرة الجسم على النوم العميق والاستيقاظ نشيطًا.
من خلال تبني تغييرات صغيرة في روتين الحياة اليومي، يمكن للفرد أن يحقق فوائد صحية كبيرة، إذ صرح الدكتور توماس هارفي، أستاذ في جامعة هارفارد، في أحد تصريحاته، أنه ليس عليك أن تقضي ساعات طويلة في الصالة الرياضية لتصبح أكثر صحة، حتى ممارسة تمارين خفيفة بشكل متقطع يمكن أن يكون لها تأثيرات إيجابية كبيرة.
وتتمثل فكرة «التمارين القصيرة» في ممارسة النشاط البدني على فترات قصيرة، وهو أسلوب معتمد من قبل أطباء القلب وخبراء الرياضة، ويمكن أن تتضمن هذه الأنشطة البسيطة صعود السلالم أو المشي السريع لبضع دقائق، مما يعزز اللياقة البدنية ويُحسن الصحة العامة.
ولا تقتصر الفوائد الصحية للرياضة على الجسد فقط، بل تشمل الصحة العقلية أيضًا، وفقًا للعديد من الدراسات، بما في ذلك دراسة نشرتها مجلة «Exercise and Sport Sciences Reviews»، فإن ممارسة تمارين قصيرة من 15 إلى 30 ثانية يمكن أن تحسن مستويات اللياقة القلبية التنفسية، حتى للأشخاص غير النشيطين.