رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

من صنايعية لصاحبة مصنع.. حكاية «أمل» مع التنجيد مليئة بالحرب والنجاح

كتب: محمد خاطر -

10:11 ص | الإثنين 07 يونيو 2021

أحد أعمال أمل أبو سمرة بعالم الأثاث

غالبية البشرية جاءوا إلى هذه الدنيا بغرض لعب دور واحد فقط، وهذا على عكس بطلة حكايتنا اليوم، التي تلعب في حياتها الكثير من الأدوار بداية من دوري الأم والأب في حياة أطفالها، مرورا بأدوار المعلمة والمدربة وصاحبة العمل، في حياة النساء التي يعلمون معها بمصنعها للتنجيد، بالإضافة إلى دور مريضة البؤر السرطانية التي أجبرت عليه، قبل أن تنجح في هزيمته والشفاء منه، ونهاية بدوري مديرة هذا المصنع وأحد مصناعته بالأساس.

الحديث هنا عن أمل أبو سمرة، مالكة ومديرة أحد مصانع تجنيد الأثاث، التي تملك قصة نجاح ملهمة ومستمرة، وما زالت حتى الآن تواصل في سعي واجتهاد كتابة فصول جديدة منها.

«أمل» الأم لولد وبنت، تكمل عامها الـ30 بعد أسابيع قليلة، واستطاعت في ظرف 5 سنوات فقط، عمر حكايتها كاملة مع عالم تنجيد الأثاث، أن تتحول من صنيعية تنجيد إلى صاحبة ورشة ومن ثم صاحبة مصنع ما زالت تواصل فيه صنعة التنجيد بنفسها، إلى جانب تعليمها للسيدات والفتيات نفس الصنعة وتوفير عمل لهن معها في مصنعها.

ظروف صعبة

مرت الأم «أمل» بظروف صعبة للغاية في حياتها؛ إذ وجدت نفسها في سن صغيرة وبدون سابقة إنذار مجبرة على العمل بـ3 مهن مختلفة لتوفير حياة كريمة لأطفالها، وتكشف في بداية حديثها مع «الوطن»: «كنت بشتغل وقتها 3 شغلانات مع بعض بين تسويق لمنتجات تنجيد أثاث لصنايعي قريبي، وكمان كنت ماسكة إدارة مجمع عيادات وجنب ده كله كنت شغالة في فندق»، موضحة أنها منذ تلك الفترة وتؤدي دوري الأم والأب مع ابنها وابنتها.

وخلال تلك الفترة أصيبت «أمل» ببؤر سرطانية، ولكن هذا الأمر لم يحزنها بقدر كبير لأنها تؤمن بقضاء الله وقدره، مؤكدة أن أكثر ما أحزنها حينها كان الخذلان التي شعرت به من قبل الجميع، مضيفة: «انفصلت عن جوزي بسبب المشكلات الصحية دي، والجميع خذلني وقتها ومشالنيش في مرضي غير واحدة صاحبتي وحد قريبي»، موضحة أنها ظلت تمارس أعمالها المختلفة في تلك الفترة حتى أنعم الله عليها بالشفاء.

الورشة والمصنع

المرض من أكثر المحن التي يخرج منها أي شخص حاملا لدروس كثيرة تعلمها من الفترة التي مرض فيها، وفي حالة البطلة التي هزمت السرطان، خرجت منه وهي مقررة أن تخترق مجال صنعة تنجيد الأثاث، التي غالبية صنعيتها من الرجال، متابعة: «بدأت أنزل ورشة قريبي واتعلم وأنفذ شغل بنفسي بإيدي»، موضحة أنها من البداية كانت تطمح لأكثر من ذلك، فبدأت تعلم النساء والفتيات ما تعلمته بتلك الصنعة، وكاشفة أنها نجحت في فترة قصيرة أن تفتتح ورشة تنجيد لها بمنطقة جمال عبدالناصر، واعتمدت على السيدات والفتيات التي علمتهن في أن يكونوا صنايعية هذه الورشة إلى جوارها.

وهنا تشير أم الطفلين إلى أنها تعلم النساء فقط، وتوفر لهن فرصة عمل معها، ولا تلجأ إلى أي صنايعي رجل لتنفيذ أي عمل بورشتها باستنثاء قريبها، الذي علمها المهنة بالأساس.

وتوضح أن عملها بأحد الفنادق كان سببا في معرفتها بأنس كثيرين ساعدوها بعد ذلك في التعاقد مع أكثر من فندق لتنجيد قطع الأثاث به، ما كان يُعد خطوة كبيرة على مستوى علمها المهني وتطوير ورشتها: «لما اتعاقدت مع الفنادق دي وعملتلهم شغل ربنا كرمني وقدرت أحول الورشة إلى مصنع في أول مدينة السلام».

شغلانة رجالة وحلم المعرض

ونجحت «أمل» حتى الآن في تعليم التنجيد لحوالي 8 سيدات أغلبيتهن عملن معها كصنايعية بنفس المصنع، معترفة في الوقت ذاته أن هذه الصنعة «شغلانة رجالة» بالأساس، لهذا ليس كل سيدة أو فتاة تعلمها تعمل معها، كما أنهن يواجهن حرب ضارية من منافسيهم بسوق هذا المجال كونهن نساء بالأساس، كاشفة أن ظروف وباء كورونا تسببت أيضا في تقليل العمل لديها بعدما أوقف العمل على مستوى الفنادق، موضحة أنها في سبيل تخطي ذلك بدأت تتعاون مع عملاء آخرين من الأسر التي ترغب في تجديد أثاثها أو الشباب المقبلين على الزواج، ومعلنة عن حلمها في نهاية حديثها مع «الوطن»: «نفسي يبقى عندي معرض لشغلي ونفسي كل الناس تعرفني وتعرف شغلي».