رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«بسيمة» مقاول أنفار في حقول الشرقية: أعمل 17 ساعة يوميا وسعيدة بـ«شقى» 30 سنة

كتب: ياسمين الرزاز -

02:33 م | الأحد 11 سبتمبر 2022

«بسيمة» مقاول أنفار في الشرقية من  20 عاما

قبل 31 عاما، بدأت «بسيمة» رحلتها الشاقة في الحياة، بعد أن اضطرت للعمل وهي طفلة لمساعدة والدها في تربية أبنائه السبعة، التي كانت هي أكبرهم، لم تتخلف يوما عن العمل، تستيقظ قبل خيوط الفجر الأولى في الرابعة صباحا، تبدأ بمباشرة أعمال منزلها، وسريعا تذهب إلى الحقل لتمارس مهام عملها كـ«مقاول أنفار»، وفي منتصف النهار تعود إلى المنزل لتباشر باقي الأعمال من طهي وتنظيف وغسل ملابس وغيرها، ولا تنام قبل أن تكمل 17 ساعة من العمل، تنتهي في التاسعة مساء.

أسرة مُكافحة

رغم الشقاء الواضح على ملامحها، تقف «بسيمة» في أحد الحقول بـ محافظة الشرقية مبتسمة، تواصل عملها دون كلل أو ملل، تقول لـ«الوطن» إنّها نشأت في أسرة مكافحة يعمل جميع أفرادها: «كان والدي ووالدتي يعملان في الحقول الزراعية، وكنت أبيع الخضراوات أمام منزلنا في عزبة الفلاحة التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية».

5 أعوام كاملة قضتها «بسيمة» بين بيع الخضراوات والعمل في الحقول الزراعية، وحين تقدّم زوجها لخطبتها، انتقلت معه إلى قرية بمركز الزقازيق: «جهزت نفسي بفلوس شغلي، اتجوزت وعشت مع جوزي في الزقازيق، كنت فاكرة إنّي هرتاح خلاص، لقيت نفسي في معركة أقوى مع الدنيا».

كفاح جديد 

حين تزوّجت «بسيمة» بزوجها كان لديه طفلين أقل من 5 سنوات من زيجة سابقة، لكنّها تعهّدت بأن تكون أمّا لهما، وبدأت العمل مع زوجها لدى الفلاحين وأصحاب الحقول بأجر يومي، لمساندة زوجها في تدبير احتياجات أسرتها، تقول: «بدأت العمل ضمن الأنفار براتب 70 جنيها، ومع الوقت اكتسبت خبرة كبيرة في العمل وتمّت ترقيتي إلى مقاول أنفار، وأصبحت أحاسب العمال والعاملات بعد الانتهاء من العمل يوميا».

من قرية لقرية ومن مركز لمركز، تتنقل «بسيمة» بالأنفار، تعمل في جميع مراحل الزراعة، وفي كل المحاصيل، مثل «الأرز، القمح، الثوم، البصل، والقطن»، الذي تقول إنّ الأخير أصعبها، لطو فترة زراعته، فضلا عن الجنية التي تتطلب أكثر من 5 ساعات عمل يوميا.

عامود الدار

رُزقت «بسيمة» بفتاتين، وأصبحت جدة لـ3 أطفال، ورغم ذلك ما زالت تواصل العمل يوميا: «سعيدة برحلة كفاحي، غايتي في ذلك أن أرى أسرتي مستورة لا ينقصها شيء، أنا عامود الدار، صحيح أنّ قيمة ما أعمل به يوميا لا يكفي لشراء أنبوبة غاز، لكنّني سعيدة ولن أكف عن العمل حتى آخر نفس في عمري».