كتب: آية أشرف -
09:12 م | السبت 12 أبريل 2025
أدت اتجاهات الجمال التي نشأت عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة شعبية الشفاه الممتلئة، ليصبح هذا الشكل هو المعيار للجمال الأنثوي، إذ تُعد الثقافة البصرية التي تهيمن عليها تطبيقات مثل تيك توك وإنستجرام عاملاً ضاغطًا على الأشخاص، خاصة النساء، للتوافق مع هذا المعيار، حتى وإن كان صناعيًا من خلال الإجراءات التجميلية.
ومع مرور الوقت، ومع رؤية هذه الملامح المحسنة بشكل متكرر، قد يعتاد الناس على اعتبارها طبيعية ويطمحون في تحقيقها لأنفسهم، من خلال حقن «الفيلر» للحصول على شفاة ممتلئة.
وفقًا لـ«ديلي ميل» وجد تقرير لعام 2023 صادر عن الأكاديمية الأمريكية للجراحة التجميلية والترميمية للوجه، أن نحو 75% من الجراحين التجميليين الذين تم استطلاع آرائهم قالوا إنهم يرون المزيد من الأشخاص دون سن 30 عامًا يطلبون الحقن التجميلية، بما في ذلك حقن الشفاه.
لكن الباحثين الأستراليين حذروا من أن البدء في الخضوع للحقن قد يكون خطرًا، فوفقًا لما ذكره الباحثين قد يؤدي التعرض للشفاه الممتلئة بشكل صناعي «الفيلر»، وتجاوز الحدود الطبيعية، إلى حلقة من ردود الفعل التحسسية، تصل إلى الإصابة بـ «ديسمورفيا الشفاه».
يشير مصطلح ديسمورفيا الشفاه إلى حالة يتم فيها تشويه إدراك الشخص لشفاهه بشكل مفرط، حيث يشعر الشخص بالحاجة المستمرة لتغييرها حتى وإن لم يكن هناك عيب حقيقي.
وكانت الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي، أكدت لـ «الوطن» أن مصطح الـ ديسمورفيا، يعني اضطراب التشوه الجسمي أو ما يعرف باسم (BDD) وهو وسواس نفسي، يشعر خلاله الشخص المصاب به بقلق مفرط بسبب عيب في شكل أو معالم جسمه، ويحاول تغيره للتكيف مع الآخرين حتى وإن كان ليس بحاجة له.
وعادة ما تسبب «ديسمورفيا» بعض الأعراض مثل:
التفكير بشكل مفرط حول تشوه المظهر.
الهوس والسلوكيات المتصلة بالتشوهات المتصورة.
أعراض الاكتئاب.
أفكار وهمية ومعتقدات متعلقة بالتشوهات المتصورة.
انسحاب اجتماعي وأسري، رهاب اجتماعي، والشعور بالوحدة بسبب العزلة الاجتماعية.
القلق.
يتغير مفهوم الجمال من وقت لآخر، وما يجده الناس جذابًا يمكن أن يتغير مع مرور الوقت نتيجة التعرض المتكرر لميزات معدلة مثل الشفاه المنتفخة بشكل مبالغ فيه، ما يعني أن تصوراتهم للجاذبية يمكن أن يتحول.
ومن المنطقي أنه في العالم الواقعي، عندما يسعى الناس إلى تعديل مظهرهم بشكل دائم من خلال الجراحة، ومع مرور الوقت، سيتكيفون بصريًا مع الشكل أو الحجم الجديد لملامحهم المعدلة، وهذا من المرجح أن يُطبع مفهومهم للجاذبية ويحفزهم على الخضوع لجراحات أخرى.