على أحد أرصفة شوارع فيصل بمحافظة الجيزة، تجلس «هدى» مرتدية جاكت بني مميز وطرحة سوداء، بصحبة طفلتها «ياسمين»، خلف قفصا بلاسيتكا فوقه مجموعة من ألعاب الأطفال، تستعين بمتحصلات بيعها البسيطة، على مواجهه صعوبات الحياة.

معاناة بدأت بوفاة الأب

تروي هدى نبيل عباس، صاحبة الـ33 عاما، المقيمة في شارع المنشية، خلال حديثها لـ«الوطن»، قصة معاناتها، التي بدأت بوصولها رفقة والدتها، إلى القاهرة بعد وفاة والدها: «أنا أصلي من الشرقية، ولما أبويا مات كنت صغيرة ومشفتوش، وجيت القاهرة مع أمي، عشان كانت ماسكة عمارة في مصر الجديدة».

«أمي ودتني عند واحدة تربيني، عشان كانت ظروفنا وحشة، وبعدين الست طلعتني من تالتة ابتدائي ومكملتش تعليم»، لكن دوام الحال من المحال، فلم تسلم «هدى» من المشكلات التي ظلت تؤرق حياتها، وتجعلها في قلق وخوف من المستقبل، خاصة بعد أن رحلت والدتها بالتبني.

زواج فاشل ومعاناة معيشية

تزوجت «هدى»، في بداية 2018، لكنها انفصلت عن زوجها مع نهاية العام، بسبب تعاطيه بعض أنواع المخدرات: «أخدت بنتي وهو اتحبس في قضية مخدرات»، وبعدها عاشت السيدة مع صغيرتها «ياسمين» التي لم تتجاوز الآن 3 سنوات، في شقة إيجار بتكلفة 450 جنيه شهريا، بخلاف فواتير الكهرباء والمياه والغاز، فضلا عن الاحتياجات المعيشية الأخرى، التي دفعتها في النهاية لبيع الألعاب: «باجي كل يوم من الساعة 8 الصبح، لغاية الساعة 10 بالليل».

متاعب قوية وأحلام بسيطة

لم يكن بيع ألعاب الأطفال والزينة، المهنة الأولى التي لجأت إليها السيدة الثلاثينية، بعد الانفصال عن زوجها: «اشتغلت عاملة نظافة في البيوت، ورحت دار مسنين، لكن ما ارتحتش هناك، ولما أعصابي تعبت من الشغلانة، بقيت أجيبب مناديل أبيعها، وبعدين جبت شوية اللعب دول».

تعرضت «هدى» لكثير من الصعوبات في حياتها: «أنا تعرضت لذل كتير، ومفيش حد وقف جنبي، وخايفة على بنتي ونفسي أدخلها الحضانة وأعلمها»، مختتمة: «نفسي في شقة وأعيش مرتاحة زي أي حد».