رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

قصة كفاح «أم بلال» بعد وفاة زوجها من بيع «الشباشب» لتصنيع الفوانيس

كتب: ندى نور -

09:11 م | الأربعاء 24 مارس 2021

رحلة أم بلال في الأعمال الشاقة لتوفير نفقات اولادها

للكفاح حكايات، ولكن عنوانه هو «أم بلال» التي تحدت الصعاب، وأكدت أنها «امرأة بمائة رجل وأكثر» بعدما وقفت صامدة أمام مصاعب الحياة، تقدم درسًا للأجيال القادمة في فن مواجهة المجهول والسير بأقدامها وقلبها على الأشواك لكنها أبدًا لم تزرعه، فلم تستلم لإصابة زوجها بمرض في المخ، والذي تملك من جسده، لتكافح جاهدة في سبيل الحفاظ على الأسرة، فانتقلت من مهنة لأخرى، لتوفير النفقات اللازمة لتربية أبنائها وعلاج الزوج الذي يتكلف مبالغ باهظة، ليرحل في النهاية تاركَا لها مسؤولية تربية الأبناء دون أي مصدر دخل ثابت في الحياة.

22 عامًا من الكفاح والسير على الأشواك، قضتها الأم الخمسينية فاطمة محمد مصطفى، الشهيرة بـ «أم بلال»، في حماية أسرتها والعمل في مهن عديدة لتربية أبنائها، حين بدأت تلك القصة في عام 1999، حين قررت العمل بهدف مساندة زوجها في مصروفات المنزل، وافتتحت أول مشروع لها والذي كان عبارة عن محل «مجمدات لحوم» لكن أبت اللحوم أن تشبع بطون الفقراء، ويبدو أنها قررت أن تذوب وتترك أم بلال تلهث وراءها!

انتشار مرض «جنون البقر»، في تلك الفترة كان سببا في تكبدها خسائر عديدة، لتقرر إنهاء مشروع اللحوم المجمدة، تلك الخسارة لم تنل من عزيمتها، لتقرر افتتاح مشروع آخر وهو تصنيع الصابون، لتروي لـ«هُن»، أن هدفها من ذلك تربية أبنائها، «في كل مرة كان هدفي أعيش أولادى كويس وأقدر أوفر كل طلباتهم».

أم بلال: زوجي أصيب بجلطة في المخ واتحملت نفقات المعيشة

عام 2011 كان من أصعب الفترات التي عاشتها، فلم تشفع اللحوم ولم تنفع صناعة الصابون، فتركتهما واتجهت لافتتاح محل لبيع سندوتشات الفول والطعمية، ظنت فيه أنها وجدت حلمها الضائع لكن تأتي الرياح دائمًا بما لا تشتهي سفن الغلابة، فجاءت فترة الثورة وتسببت في خسائر كبيرة على إثرها أغلقت المحل، كذلك شهد العام نفسه إصابة زوجها بجلطة في المخ، حتى تجد نفسها تتحمل نفقات علاج زوجها وأولادها.

زاد من المعيشة صعوبة أن الزوج لم يكن له معاش ثابت، لتعمل جاهدة لتوفر له نفقات العلاج، فاضطرت لبيع الشقة التي كانت تعيش فيه الأسرة والبحث عن مكان آخر، لتعمل في بيع «الشباشب البلاستيك»، أملًا في توفير نفقات الأسرة، «عمرى ماديت ايدى لحد أي فلوس كانت بتيجى كنت بصرف بيها على البيت وعلاج زوجي حتى تم الله شفائه من الجلطة» حسب حديثها لـ«هُن».

لأيام تخيلت «فاطمة»، أن شفاء زوجها آخر المصاعب وسيتولي معها المسؤولية، لكنه أصيب بعدها بفترة ليست بالطويلة بقدم السكري، وتسبب ذلك المرض في جزء من قدمه اليسري، ليفشل معه مشروعها في بيع «شباشب»، لعدم المواظبة عليه في ظل إصابة زوجها بذلك المرض..

بعد معاناة لسنوات مع زوجها في مرضه، رحل في عام 2016، لتكمل مسيرة تربية الأبناء وحدها، وتستقر في مشروع صناعة تشاركت فيه مع إحدى جيرانها «أم رامي» وهو صناعة الفوانيس والنافورات بالطرق اليدوية، هدفهما منه تحقيق مصدر رزق حلال يساعدهما على تحمل مشقة الحياة.

تلك المسيرة الشاقة التي خاضتها السيدة الخمسينية كانت دافعا للشابان أحمد خالد، سهل عبد الرحمن تسليط الضوء عليها، ضمن مشروعهما في عمل فيلم وثائقي للتركيز على الجانب الإنساني وظروف المعيشة الصعبة، وذلك بهدف توصيل أصوات مثل هذه النماذج التي تتحمل مشقة الحياة من أجل لقمة العيش فقط.