رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكايات البنات مع سكن المغتربات.. «الاختيار بين المفروش وعلى البلاط حسب الأسعار»

كتب: غادة شعبان -

07:43 ص | الجمعة 03 سبتمبر 2021

طالبات مغتربات - أرشيفية

تخرج من الحياة الوردية في منزل أسرتها عقب الانتهاء من مرحلة الثانوية العامة، لتجد نفسها أمام مسؤولية وحياة جديدة عليها من جميع المقاييس، إذ أصبحت شابة يافعة أمام اختبارات دوامة الحياة الجامعية والعيش في سكن وبيوت الطالبات بعيدا عن الأهل، تتخبط هنا وهناك وتمر بتجارب عديدة بعضها تقوى على تخطيها، والبعض الآخر تجد نفسها أمام مواقف لا يقوى عقلها على استيعابها، فهي لا تزال بعمر الـ18 عاما، وتفتقر للتجارب والتعامل مع مختلف الطبقات والمحافظات ذو العادات والتقاليد المختلفة عنها.

تعتبر الحياة الجامعية بالنسبة للفتاة بمثابة اختبار لتربيتها ونشأتها السليمة في كنف الأسرة، إما تنجح في تلك التجربة أو تنساق وراء مغريات الحياة المتفتحة وأضواء المدينة والبعد عن الحياة الريفية، فتجد نفسها داخل غرفة في سكن المغتربات تعيش حياة مليئة بالمغامرات.

«الوطن»، تواصلت مع عدد من الفتيات المغتربات، ليروين تجاربهن مع سكن المغتربات داخل وخارج المدينة الجامعية، لنجد قصصا عدة مليئة بالأحداث والمغامرات.

«سارة» لم تغريها أضواء المدينة.. السر في الصُحبة

منذ طفولتها وتحلم الطالبة سارة سند، 26 عاما، من محافظة الفيوم، بدخول كلية الآثار، وأن تصبح مرشدة سياحية يوما ما، وبالفعل استطاعت أن تحصل على مجموع يؤهلها لدخول تلك الكلية لتلتحق بها في جامعة القاهرة، لتترك حياة الريف البسيطة وتخرج لعالم أضواء المدينة والرفاهية، حتى التحقت بالمدينة الجامعية لتكون محل إقامتها أثناء سنوات الدراسة، والتي روت كواليسها خلال حديثها لـ«الوطن»، إذ قالت:«اتخرجت من 4 سنين ولكن حياة المدينة محفورة في الذاكرة بتفاصيلها لحظة بلحظة، فيها عرفت عادات وتقاليد كل بلد بحكم الاغتراب، وصاحبت بنات من كل محافظة، فيهم اللي شبهي وقريب من تربيتي، وفيه اللي دماغها تطبعت بأضواء المدينة وبهرتها بشكل سريع، وطبعا كل واحد بيصاحب اللي شبهه».

تخبط في البداية واستقرار نفسي في النهاية

مواقف عدة تعرضت لها الشابة العشرينية وخاصة خلال العام الدراسي الأول لها بكلية الآثار:«عشت حياة نجيبة متولي الخولي في بداية سنة أولى، كنت بشوف شكل البنات في السكن حاجة وفي الكلية حاجة تانية، وفيه منهم حاولوا يغيروا طريقة لبسي وتفكيري، بس في النهاية التربية بتفرق، وحصل وبنات كتير اتغيرت بشكل كلي».

كانت «سارة» تعيش رفقة 3 فتيات آخريات داخل غرفة المدينة الجامعية، والتي أخذت وقتًا كبيرًا حتى تستطع التأقلم على ذلك الوضع: «أنا مش متعودة على العدد ده في الغرفة وكل واحدة ليها تفاصيلها وعاداتها المختلفة عن الثانية، في البداية كنت بواجه مشاكل كتيرة، ولكن مع الوقت الدنيا اتظبطت وخدنا على بعض وفضلنا سوا 4 سنين ولسه صحاب حتى بعد التخرج».

حكاية«سماح» مع شقة البنات: «فلوس بتروح وسرير بـ3 آلاف جنيه»

فضلت سماح محمود، 22 عاما، طالبة في كلية العلاج الطبيعي جامعة 6 أكتوبر، العيش في شقة منفصلة مع صديقاتها بخلاف الفندق المخصص للفتيات داخل الجامعة، كونه برسوم مالية كبيرة تصل إلى أكثر من 20 ألف جنيه، وروت تجربتها قائلةّ: «لم أحصل على مجموع في الثانوية العامة يؤهلني لدخول كلية العلاج الطبيعي في الجامعات الحكومية، ما جعلني أفكر في الالتحاق بإحدى الجامعات الخاصة، وحينما بدأت في إنهاء الأوراق الخاصة بدأت في البحث عن مكان للسكن كوني من محافظة البحيرة، وبعد أن قررت العيش في السكن الجامعي وجدته بمبلغ كبير وهو لم يتناسب مع وضع أسرتي المالي، ما جعلني أبحث عن شقة منفصلة بمبلغ أقل».

تفاجئت الشابة العشرينية من أسعار سكن المغتربات، وتعرفت على تفاصيل جديدة في قانون السكن وهي أسعار الغرف:«فيه شقق بتكون إيجارها بالغرفة مفردة أو مزدوجة ولكل منها سعر مختلف، فيتراوح سعر المفردة أضعاف الآخرى والتي قد تصل نحو 3 آلاف جنيه في الشهر، ويمكن أن تزيد أوتقل بحسب طبيعة المكان والإمكانيات المتاحة به، ما جعلني أقرر العيش في غرفة مزدوجة بمبلغ أقل».

عاشت الفتاة الجامعية في وضع مختلف عما كانت عليه من قبل، بدأت تقتصد بقدر الإمكان حتى تستطع توفير بعد الأموال اللازمة للمعيشة: «عمري ما كنت بعرف أوفر من فلوسي كنت مسرفة جدا واتعودت أعمل لكل حاجة حساب وأوقات كتيرة بضطر أستلف علشان أقدر أوفي طلباتي».

«إيمان» تركتها صديقتها بمفردها في سكن المغتربات بسبب خلاف على شاب

عقب إعلان نتيجة الثانوية العامة قبل 9 سنوات، وجدت إيمان محمود، من محافظة كفر الشيخ، أنها لم تحصل على مجموع عالٍ يؤهلها لدخول كلية الصيدلة مثلما تمنت، ما جعلها تلجأ لجامعة خاصة يقل تنسيقها بعض الشئ عن الجامعة الحكومية، لتقرر الالتحاق بكلية الاقتصاد والإدارة، وما إن همت في الانتهاء من تقديم أوراقها، حتى شرعت في البحث عن سكن للمغتربات، ما جعلها تتعرف على فتاة عبر موقع التواصل الاجتماعي«فيس بوك» ونشأت بينهما صداقة في أقل وقت، ما جعلهما تقرران العيش في شقة واحدة معا.

مرت الأشهر الأولى على الفتاتين بسلام كلُ تحاول الظهور بشكل لائق وتفرض البيئة اللاتي تربيتا بها قواعد التعامل، حتى بدأت المشاكل تتسلل بينهما، بعدما تعرفت الصديقة على شاب ونشأت بينهما علاقة عاطفية، لينقلب الوضع رأسا على عقب: «البنت دي كانت خريجة أزهر وطريقة لبسها فجأة اتغيرت وكلامها خروجاتها كترت، والشاب اللي اتعرفت عليه بدأ يبتزها ويطلب منها فلوس وهي كانت بتديله بحكم أنها بتحبه ووقعت في مشكلة معاه، وأنا بطبيعة الحال أنها صاحبتي حاولت أنقذها منه، وبالفعل حصل، لكن رجع قالها إني بغير منها وانتهت صداقتنا فجأة ولقيت نفسي لوحدي في السكن، ومضطرة اتحمل التكاليف لوحدي واتقطعت علاقتنا نهائي».

«دنيا» تركت سكن المغتربات بسبب صاحبته: قالت عليا فلاحة ومعقدة

ربما كانت قصة دنيا مجدي، 27 عاما، من محافظة المنوفية، مختلفة عن حكايات فتيات أخريات داخل سكن الطالبات والمغتربات، التي حدثت بعدما أنهت حياتها الجامعية لتدخل في دوامة بيئة العمل، إذ عاشت في منطقة قريبة من محل عملها في شقة للإيجار مع فتيات من مختلف البيئات والمحافظات، فكانت طبيعة عملها تجعلها تخرج من بداية اليوم وتعود في منتصفه، والتي روت كواليس تجربتها قائلةً: «اتنقلت في أماكن كتيرة أيام الجامعة ووقت الشغل قررت استقر على مكان، وبعد مرور عام داخل الشقة القريبة من الشغل بدأت المشاكل تبدأ، وكانت تتفاقم يوما بعد يوم، وأخرها مشكلة معرفتش أعديها من صاحبة السكن، وكانت صدمة بالنسبة ليا، دخلت زي كل يوم كعادتي لقيتها جايبة صديقها ولما اعترضت على الموقف قالت عليا فلاحة ومعقدة، وقررت أسيب المكان في أسرع وقت وأروح مكان تاني علشان أحافظ على سمعتي».

حكايات من الواقع داخل سكن المغتربات على لسان إحدى المشرفات

ومن جانبها روت السيدة راوية محمود، 39 عاما، مشرفة بإحدى سكن المغتربات للفتيات، أغرب المواقف التي مرت بها مع الفتيات إذ قالت: «مر عليا بنات أشكال وألوان من جميع المحافظات، التربية بتفرق، منهم اللي بهرتها الأضواء لدرجة ممكن تخسر نفسها بسهولة، وفعلا مقولة البنات بتفسد بعض شوفتها وعشت تفاصيل منها، وقصص مع البنات كتير، وكان من أغرب القصص هي خناقة بنات تطورت للضرب والتطاول ومحاضر في قسم الشرطة بالتعدي، وكان هيضيع فيها سمعة المكان بسبب خناقة تافهة بينهم، ويومها شوفت وسمعت ألفاظ لا يمكن تكون من بنات جامعة».

قواعد وقوانين صارمة وحازمة تضعها صاحبات سكن المغتربات، والتي حددتها المشرفة، قائلةً: «فيه قوانين ماشيين عليها بنحافظ من خلالها على البنات لأنهم مسؤولية كبيرة، لازم يمضوا حضور وانصراف علشان نقدر نحدد ساعات غيابهم، وفي حالة السفر بنتبلغ الأول، وممنوع التأخير بره، كله بمواعيد وضوابط محددة، وبنكون على تواصل مستمر مع الأهل».

سمسار يوضح كيفية اختيار سكن المغتربات: كل حاجة وليها سعر

ودائما ما يدور بذهن الطالبات وأولياء الأمور، العديد من الأسئلة فيما يخص طبيعة السكن، وهل هو مكان آمن للفتاة وما هي المواصفات التي يتم الاختيار على أساسها، والتي حددت محمود مجدي، حارث عقار وسمسار، والذي قال: «الاختيار بيتم على أسس كتيرة، أولها السعر المناسب للفتاة، بييجي ناس قبل ما أفرجهم على مكان بسألهم عايزين حاجة في رينج كام، أوضة دابل ولا سينجل، لأن كل حاجة وليها سعر، مفروشة ولا على البلاط، قريبة من الجامعة ولا بعيدة شوية، وعلى الأساس ده ببدأ أفرجهم على المتاح، بيكون ما بين الـ1500 و5000 جنيه في الشهر، وأحيانا بتكون أغلى، إنما فيه سكن يتم التعامل خلاله بالعام يصل نحو 20 ألف جنيه في السنة مجهز من جميع النواحي، عبارة عن عمارة مخصصة فقط للفتيات كل شقة بها 3 غرف، كل غرفة تختلف حسب الاحتياجات، في غرفة ثنائية وأخرى ثلاثية والمميزة منفردة».

حكاية السكن المشترك: زيه زي السكن العادي

وأشار حارس العقار والسمسار، إلى أن هناك شقق «ميكس»، وهي التي يمكن أن يعيش بها الشباب والفتيات في المكان ذاته: «فيه شقق بتكون مشتركة عبارة عن شقة كل واحد ليه غرفة والحمام والمطبخ مشتركين، والأسعار بتبقى زي باقي السكن تتراوح بين 5 آلاف إلى 10 آلاف، فيه ناس بترفض النوع ده من السكن وفي ناس بتوافق».

وفيما يخص نقطة الآمان قال: «بيكون فيه حارس على العمارة من بره بيراقب اللي طالع واللي نازل ولو شك في شخص بيسأله رايح فين ولمين وبيشوف البطاقة، وأغلب سكن البنات بتكون العمارة كلها بنات، وممنوع طلوع حتى الدليفري حرصا على أمانهم بشكل أكبر».