رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

قصة ريهام شرقاوى مع «مجموع الثانوية»: ملحقتش الصيدلة ولفيت العالم كله من كلية الألسن

كتب: روان مسعد -

03:50 م | الثلاثاء 24 أغسطس 2021

ريهام شرقاوي

أثارت مجاميع الثانوية العامة فى العام الدراسى الحالي 2021، الجدل، داخل البيوت المصرية، حيث شعر بعض الطلاب بالإحباط بسبب «المجمايع المنخفضة»، لكن تجربة ريهام شرقاوي مع الثانوية العامة، وفشلها في دخول «كلية الصيدلة» التى كانت تحلم بها، والتحاقها بكلية الألسن، التى كانت بمثابة بداية الحياة تكشف إمكانية تحقيق الحلم «رغم أنف المجموع».

تروي ريهام البالغة من العمر 26 عاما، من محافظة الإسكندرية، كيف كانت محبطة حينها، رغم حصولها على 97% في نتيجة الثانوية العامة شعبي علمي علوم، ولم تستطع تحقيق حلمها الذي زرعه فيها الأهل منذ الطفولة وهو الالتحاق بكلية الصيدلة، وكانت رغبتها الـ48 والأخيرة هي كلية ألسن عين شمس، الوحيدة التي دخلتها بمجموعها، كان الفارق حينها جزء من 0.10%، وبعد مراحل الاكتئاب والبكاء المستمر، اختارت ريهام بحسب تصريحاتها لـ«هن»، قسم الكوري والمجري في كلية الألسن: «سبحان الله كانت أحسن حاجة في حياتي مع اني كنت تايهة بس حاليا انا محظوظة جدا».

رحلة ريهام شرقاوي مع السفر بعد الثانوية العامة

اختارت ريهام لغات غريبة وفريدة من نوعها، ولا يوجد لها عمل في مصر، بينما تقدم الكلية منح فكانت هي مستقبلها: «سافرت في سنة ثانية في الكلية إلى المجر، وفي السنة الثالثة سافرت كوريا بمنحة أخرى، والسنة الرابعة سافرت المجر منحة لمدة سنة كاملة».

أصبح مجال السفر أمام ريهام مفتوحا، فسافرت وعاشت في ماليزيا حيث عملت في شركة كبيرة لمدة 3 سنوات: «مع ذلك قابلتني مشكلة اني اتعلمت لغة بس مفيش علم، أم معايا لغات بس متعلمتش اي حاجة في اي مجال، فقررت احصد العلم من الكتب والمعلومات العامة، الكورسات، وناس متخصصة، عشان كدة اشتغلت في كل حاجة».

اللغات واحدة والشغل متعدد.. 14 شغلانة من الألسن

اللغات أتاحت للفتاة العشرينية العمل في عدة مجالات، مثل مدرسة لغة كورية لمدة 8 سنوات، وترجمة مسابقات رقص، فتعلمت عن الرقص، وترجمة ورش غناء فتعلمت المقامات والنوت، وأنواع الأصوات، وترجمة أمام وزراء في مؤتمرات، ومسابقات رياضية دولية، وكانت مذيعة في الاستاد في بطولة أفريقيا للكرة الطائرة، وعملت في بيع السمك، حيث كانت مديرة شركة استيراد وتصدير: «كنت بروح اشوف السمك من أول وهو بياكل لحد ما يتعلب ويتشحن لكوريا و يتوزن، كنت بوزن بنفسي وبشوف ازاي بيحطوة فدرجة حرارة معينة بطريقة معينة عشان يوصل كوريا صاحي مش ميت».

كما ترجمت في مصانع رخام، فرأت كيف يستخرجوه حتى البناء في شق الثعبان، كما ترجمت ريهام في مصانع حلل: «كنت بفك المكن وبركبه بنفسي احسن من العمال واتعلمت الهيدروليك سيسم منهم ووصل اني بنزل اشتري مفكات ومسامير وافرق بينهم، اشتغلت سيلز، اشتغلت مديرة لموقع بترول من أول شراء المكاتب لحد ماكنت بدير 300 عامل معايا، ترجمت مع فريق تايكوندوا، شوفت ازاي المكسب والخسارة واني اعيط بعد كل مافريقي يكسب زيي زيهم بالظبط».

وتتحدث ريهام عن أفضل ما عملت به هو المتحف المصري الجديد: «شفت ازاي المصريين دلوقتي بيرصوا الخرز الفرط اللي موجود في مقابر المصريين القدماء جنب بعض خرزة خرزة لحد ما يعمل نفس العقد اللي علي حيطان المقابر، اشتغلت في السوشيال ميديا وعرفت قد ايه هي مش مجرد فيس بوك وانستجرام وصور بنحطها وخلاص».

ورغم كل تلك المهارات إلا أن ريهام لا تعمل حاليا وهي في انتظار إيجاد تحدي جديد لتتعلم أكثر، ففي كل مرة تقابل تجارب مختلفة تتعلم منها تجارب حياتية جديدة: «كل الشغل الي اشتغلته لقيته على الفيسبوك، ومواقع شغل عادية، لفيت 20 دولة واكتسب خبرات كتير جدا لو كنت دخلت صيدلة مكنتش هسافر ولا هكون مبسوطة كدة، آه كان في غربة ومرض وفقد ضريبة للسفر بس مش كله حلو وده طبيعي» .

ووجهت ريهام رسالة لطلبة الثانوية العامة قائلة: «الثانوية العامة مش مقياس لأي حاجة غير أنها بتقيس انت قدرتك في انك تذاكر لأخرك قد ايه، اشتغل اي حاجة تيجي قدامك هتتعلم منها مهما شايف ها‏‎ملهاش قيمة، استفيد من الجامعة قدر الإمكان، سواء دراسة، أو أنشطة، ذاكر انجلش حلو وكمبيوتر ومتنساش الإكسيل في كورساتك ‏‎انا اتعلمت من السفر الاي متعلمتوش في حياتي كلها في مصر، مهما دخلت كليه مش علي هواك انت قادر تثبت نفسك فيها وتلاقي فيها خير وتتعلم لو عندك ارادة، و لو حابب تتعب و تعافر هتوصل، انا اخر 3 سنين كنت بشتغل 15 ساعة يومياً، ‏‎نصيحة للأهالي سيبوا عيالكم تشتغل وتتعب وتسافر وتتعلم مش هتندموا لما تلاقيهم بقوا رجالة وبنات بـ100 راجل ‏‎دمتم متفوقين كل واحد فمكانه ووقته الصح».