كتب: سامية الإبشيهي -
08:56 ص | الإثنين 14 أبريل 2025
تتغيّر الحالة النفسية لمريض الغدة الدرقية بعد الاستئصال بشكل مفاجئ، فيكتئب البعض ويتوتر البعض الآخر، بينما يعاني كثيرون من نوبات قلق وتقلّب مزاج حاد، وعلى الرغم من نجاح الجراحة من الناحية العضوية، إلا أنه تُفتح أبواب اضطرابات نفسية مرتبطة بانخفاض مفاجئ في هرمونات الغدة، ويتجاهل البعض هذه الأعراض، لكن الطب النفسي والغدد يؤكدان أن العلاج النفسي جزء أساسي من رحلة التعافي.
وفي هذا الصدد، حذَّرت الدكتورة صفاء حمودة أستاذ الطب النفسي، من تجاهل الأعراض النفسية التي تظهر بعد استئصال الغدة، مؤكدة أنها قد تستمر لفترات طويلة إذا لم يتلقَ المريض الدعم المناسب، سواء على المستوى العلاج الهرموني أو النفسي.
توضح دكتور صفاء أن الغدة الدرقية تُمثل دورًا جوهريًا في تنظيم التمثيل الغذائي، الطاقة، والمزاج من خلال إفراز هرموني T3 وT4، مضيفة أن أي خلل في هذه الهرمونات ينعكس بشكل مباشر على كيمياء المخ والنواقل العصبية المرتبطة بالحالة النفسية، مثل السيروتونين والدوبامين.
تؤكد حمودة أن استئصال الغدة غالبًا ما يتم لأسباب مثل وجود أورام حميدة أو خبيثة، أو فرط النشاط الدرقي، أو تضخم الغدة بصورة تؤثر على البلع أو التنفس، مشيرة إلى أن المريض يحتاج بعد ذلك إلى علاج هرموني تعويضي مدى الحياة.
تقول أستاذ الطب النفسي إن كثيرا من المرضى يُفاجأون بأعراض نفسية حادة بعد العملية، من بينها:
وتُرجع ذلك إلى الانخفاض المفاجئ في هرمونات الغدة بعد الاستئصال، ما يؤثر على توازن كيمياء المخ.
تضيف حمودة أن هناك عوامل قد تُضاعف من حدة الأعراض النفسية، أبرزها:
تشدد حمودة على أهمية الجمع بين العلاج الهرموني والدعم النفسي، موضحة أن:
تطمئن حمودة المرضى بأن معظم الأعراض النفسية تكون مؤقتة وتختفي تدريجيًا مع العلاج والمتابعة، محذرة في الوقت ذاته من الإهمال، لأنه قد يؤدي إلى تفاقم الحالة، وتختم بقولها إن المريض محتاج ينظر لنفسه ككل، الجسم والعقل يكملان بعضها البعض، ولو ركز على العلاج البدني ونسي حالته النفسية، العلاج لن يكتمل.