كتب: سامية الإبشيهي -
06:43 ص | الخميس 10 أبريل 2025
الاستيقاظ على شعور حرقة في منطقة الصدر أو الحلق ليس مجرد أمر عابر، بل قد يكون جرس إنذار لجهازك الهضمي، فحموضة المعدة مع بداية اليوم ليست فقط نتيجة وجبة ثقيلة في الليلة السابقة، بل قد تشير إلى عادات غير صحية متراكمة أو اضطرابات تحتاج إلى تدخل طبي.
ويشعر عدد كبير من الأشخاص بإحساس مزعج عند الاستيقاظ يتمثل في حرقة بمنطقة الصدر ومرارة في الحلق، وهو ما يُعرف طبيًا بحموضة المعدة الصباحية، وهذه الحالة ليست مقترنة بعمر معين، وإنما ترتبط غالبًا بأسلوب الحياة والروتين الغذائي اليومي.
وبحسب ما ورد في موقع ويب طب، فإن أحد أبرز أسباب هذه المشكلة هو تناول الطعام مباشرة قبل النوم، خاصة الأطعمة الدهنية أو الحارة، وهذه العادة تضعف العضلة العاصرة السفلية للمريء، ما يسمح لأحماض المعدة بالارتجاع إلى المريء في أثناء النوم.
وأشار أيضًا إلى أن الإصابة ببكتيريا «هيليكوباكتر بيلوري»، المعروفة بجرثومة المعدة، قد تُساعد بشكل كبير في ظهور الحموضة الصباحية، إذ تؤثر على توازن أحماض المعدة وتؤدي إلى التهابات مزمنة في جدارها.
وفي هذا السياق، أضافت خبيرة التغذية العلاجية شيماء خفاجي في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن أسلوب تناول الطعام لا يقل أهمية عن نوعيته، مشيرة إلى أن الوجبات الكبيرة أو الغنية بالدهون، خصوصًا في ساعات متأخرة من الليل، تزيد من احتمالية الارتجاع الحمضي، وأوصت بتناول وجبات خفيفة ومتوازنة خلال اليوم، وتجنب الامتلاء قبل النوم بساعتين على الأقل.
وأوضحت خفاجي أن السمنة من العوامل الأساسية التي تسهم في تفاقم المشكلة، حيث يتسبب الوزن الزائد في رفع الضغط داخل البطن، ما يؤدي إلى دفع الأحماض نحو الأعلى، خاصة عند الاستلقاء، كما أن التدخين يؤثر سلبًا على كفاءة العضلة العاصرة للمريء، ويقلل من إنتاج اللعاب الذي يعمل كمضاد طبيعي للأحماض.
وأشارت أخصائي التغذية العلاجية إلى أهم العوامل التي تؤدي إلى زيادة الحموضة في الصباح من بينها:
وتشير بعض الدراسات إلى أن حموضة المعدة المتكررة صباحًا قد تكون مؤشرًا على الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي المزمن، وهو مرض يتطلب متابعة طبية دقيقة وعلاجًا مستمرًا.
التغيير في نمط الحياة يمثل الخطوة الأولى والأهم في طريق العلاج، وأوصت خفاجي ببعض من النصائح المفيدة منها:
وتؤكد خبيرة التغذية، أن تناول كوب ماء دافئ صباحًا يمكن أن يساعد في معادلة حموضة المعدة، وكذلك مضغ العلكة بعد الاستيقاظ يُحفّز إفراز اللعاب ويقلل من تأثير الأحماض المتراكمة.
ويُعتبر الحليب البارد من العلاجات المنزلية الفعالة أيضًا في تهدئة حموضة المعدة، بينما يُفضل تجنب اللبن الزبادي ليلًا كونه قد يتسبب في زيادة الحموضة لبعض الأشخاص.
وفي حال استمرار الأعراض رغم الالتزام بالنظام الغذائي السليم، يُوصى بمراجعة الطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة، خاصة إذا كانت الأعراض مصحوبة بألم حاد أو غثيان أو فقدان في الشهية.