في ظل تصاعد موجات العودة إلى الطبيعة واعتماد وسائل بديلة للتداوي، تصدرت وصفة زيت الخروع على السرة، مشهد النقاشات الصحية على مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى، وباتت محور اهتمام واسع بين مؤيدين يصفونها بـ«السحرية»، ومعارضين يحذرون من مخاطرها.

فمن مقاطع فيديو توثق تجارب شخصية على «تيك توك» و«إنستجرام»، إلى تعليقات آلاف المستخدمين الذين أقسموا على فعالية الوصفة في تحسين النوم، وتخفيف التوتر، وحتى علاج مشكلات الجهاز الهضمي، وبدأت هذه الفكرة تكتسب زخمًا ملحوظًا، لكن ما صحة هذه الادعاءات؟ وما موقف الطب الحديث منها؟

ما أصل الفكرة؟

ترتبط فكرة استخدام زيت الخروع على السرة بممارسات قديمة في الطب الهندي التقليدي المعروف بـ«الأيورفيدا»، وتُعتبر السرة مركزًا عصبيًا مهمًا يتصل بأعضاء الجسم كافة، ويُعتقد في هذا الطب أن وضع الزيوت الطبيعية على هذه المنطقة يُعزز توازن الجسم، ويحسّن من وظائف الأعضاء، ويُساهم في استرخاء الجهاز العصبي.

وقد انتقلت هذه الممارسة إلى العالم العربي مؤخرًا عبر المؤثرين على مواقع التواصل، وقدّمها البعض كحل طبيعي بديل لعلاجات القلق واضطرابات النوم والمشكلات الهضمية.

زيت الخروع بين التشكيك والتحذير

وعلى الرغم من الشعبية المتزايدة لهذه الوصفة، يشير العديد من الأطباء إلى غياب الأدلة العلمية التي تُثبت فعالية وضع زيت الخروع على السرة في علاج أي من المشكلات الصحية المذكورة، فبحسب ما نشره موقع Verywell Health، أكدت الدكتورة ليزا بليك، المتخصصة في الأمراض الجلدية، أن الجلد في منطقة السرة حساس للغاية، وأن امتصاص الزيوت من خلاله لا يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات جهازية كما يروج البعض.

وفي ذات السياق، شددت تقارير طبية منشورة على موقع Mayo Clinic على أن زيت الخروع مفيد في حالات موضعية محددة، مثل الإمساك عند استخدامه عن طريق الفم بحذر وتحت إشراف طبي، أو في ترطيب الجلد، لكنه ليس علاجًا سحريًا كما تدّعي بعض المقاطع المنتشرة على وسائل التواصل.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة نجلاء أسامة، استشارية الأمراض الجلدية، لـ«الوطن»، إننا رأينا مؤخرًا تزايد حالات التهابات الجلد في العيادات نتيجة استخدام زيت الخروع بطريقة خاطئة، وخصوصًا في منطقة السرة التي تُعد من أكثر المناطق حساسية في الجسم، واستخدام الزيت بتركيز عالٍ أو تركه لساعات طويلة قد يُسبب تهيجًا أو تحسسًا، خاصة مع تغطية المنطقة بقطن أو لاصق لفترات ممتدة.

وأضافت أنه يجب توخي الحذر الشديد، وعدم الانسياق وراء الوصفات المتداولة على السوشيال ميديا دون استشارة طبيب مختص، لأن ما قد يناسب شخصًا، قد لا يناسب آخر.