رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

سبب يقودك إلى الشيخوخة بمعدل أسرع.. كيف تتجنب الخطر؟

كتب: سامية الإبشيهي -

12:00 م | الثلاثاء 08 أبريل 2025

الشيخوخة

الشيخوخة من المراحل الطبيعية في حياة الإنسان، إذ يبدأ الجسم بتجربة تغيرات جسدية وفسيولوجية تؤثر على كل وظائفه، والشيخوخة علميًا ليست مجرد تراكم للسنوات، بل مجموعة من التغيرات التي تصيب الخلايا والأنسجة والأنظمة البيولوجية في الجسم، وهذه التغيرات قد تكون بطيئة في البداية، لكنها تصبح أكثر وضوحًا مع مرور الوقت، مثل تراجع في مرونة الجلد، انخفاض في كفاءة العضلات، وتناقص في كثافة العظام.

ومع التقدم في السن، يعاني كثير من الأشخاص من تدهور تدريجي في وظائف جهاز المناعة، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، كما أن الشيخوخة تؤثر على صحة الدماغ والجهاز العصبي، ما يمكن أن يسبب ضعفًا في الذاكرة والتركيز، بحسب «روسيا اليوم».

وفي السنوات الأخيرة، ركزت العديد من الدراسات العلمية والطبية على دراسة تأثيرات الشيخوخة على صحة الإنسان، وأظهرت النتائج أن التغيرات البيولوجية التي تحدث مع تقدم العمر، يمكن أن تكون مسؤولة عن مجموعة واسعة من المشكلات الصحية التي يعاني منها كبار السن.

أمراض القلب وتأثيرها على شيخوخة الدماغ

بحسب دراسة نشرتها مجلة «Circulation Heart Failure»، اكتشف العلماء أن مرضى قصور القلب يعانون من تدهور معرفي أسرع بمعدل يصل إلى 10 سنوات مقارنة بالأشخاص الأصحاء، إذ توضح الدكتورة سوبريا شور من جامعة ميشيجان، أنه يجب على المرضى الالتزام بالعلاج ومراقبة قدراتهم الإدراكية بانتظام، لتفادي التأثيرات السلبية.

نصائح للوقاية من شيخوخة الدماغ المبكرة

أكد الدكتور زالدي تان، مدير برنامج الذاكرة في جامعة ميشيجان، والدكتور جلين فيني، زميل الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، أهمية تجنب العادات التي تسرع تدهور الدماغ، مثل قلة التواصل الاجتماعي، التغذية السيئة، والإجهاد المستمر، وأوضحا أن التفاعل الاجتماعي وتحفيز الدماغ من خلال تعلم مهارات جديدة يعدان من أهم طرق الوقاية.

التغيرات المعرفية المرتبطة بالعمر.. كيف يمكن مواجهتها؟

تغيرات الذاكرة والانتباه، جزء طبيعي من شيخوخة الدماغ، لكن يمكن تقليل تأثيرها باتباع أسلوب حياة صحي، ووفقا للدراسات الحديثة، يُنصح كبار السن بممارسة الرياضة بانتظام، تناول غذاء متوازن، والنوم بشكل جيد للحفاظ على صحة الدماغ، كما أن تقليل مستويات التوتر يُعتبر من أهم الإجراءات الوقائية.

يشير الدكتور شريف أشرف، استشاري أمراض الشيخوخة، لـ«الوطن»، إلى أهمية فحص التغيرات التي تحدث داخل الجسم عند التقدم في السن، قائلا: «إننا عندما نفهم بشكل أعمق طبيعة التغيرات البيولوجية التي تصاحب الشيخوخة، يمكننا أن نوفر تدخلات طبية فعالة للمسنين بشكل يساعد على تحسين صحتهم وجودة حياتهم»، مضيفا أنه من الضروري أن يكون هناك تركيز أكبر على الوقاية من الأمراض قبل حدوثها.

ويضيف استشاري أمراض الشيخوخة، أن الوقاية من الأمراض المزمنة يجب أن تكون أولوية في معالجة مشكلات كبار السن، موضحاً أن التشخيص المبكر وتغيير نمط الحياة يمكن أن يؤدي إلى تحسن ملحوظ في حياة المسنين، ويجب أن يكون هناك تعاون بين الأطباء، الأسرة، والمجتمع في تقديم رعاية شاملة.

أهمية التغذية السليمة والنشاط البدني

الدراسة أكدت أيضا، دور التغذية السليمة والنشاط البدني في تحسين صحة كبار السن، وهنا يؤكد الدكتور شريف أشرف، أن الأبحاث الحديثة أظهرت أن تناول غذاء متوازن والابتعاد عن الوجبات السريعة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والسكريات، يمكن أن يساعد على تقليل مخاطر الأمراض المزمنة، وأشار إلى أن التمارين الرياضية الخفيفة، مثل المشي والتمارين التي تساعد على تقوية العضلات، لها تأثير كبير في تحسين القدرة الجسدية والذهنية لكبار السن.

دور الصحة النفسية في حياة كبار السن

لم تقتصر الدراسة على الجوانب الجسدية فقط، بل تناولت أيضا الصحة النفسية لكبار السن، فقد أظهرت الدراسات أن التغيرات النفسية التي تصاحب التقدم في العمر، مثل الاكتئاب والقلق، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة.

تقول الدكتور صفاء حمودة، استشاري الطب النفسي، إن التغيرات النفسية تعد جزءا أساسيا من عملية الشيخوخة، ويجب أن تتم معالجتها بشكل فعال لمساعدة المسنين على التكيف مع التحديات النفسية المرتبطة بهذه المرحلة.

وتوضح صفاء، أن المسنين قد يواجهون صعوبة في التكيف مع فقدان الأصدقاء أو أفراد الأسرة، ما يؤدي إلى الشعور بالوحدة والاكتئاب، كما أن العديد منهم قد يعانون من مشاعر القلق، بسبب تدهور صحتهم الجسدية أو الخوف من المستقبل، مشددة على أهمية تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمسنين، لضمان حياتهم بشكل أكثر صحة واستقرار.