كتب: آية أشرف - سامية الإبشيهي -
12:01 م | الخميس 06 مارس 2025
أثار مشهد في مسلسل أثينا الذي تُجسد بطولته الفنانة ريهام حجاج، تساؤلات كثيرة حول مرض النهام العصبي أو البوليما، وهو نفس الاضطراب الذي عانت منه الأميرة ديانا في حياتها، بل كشفت عنه عام 1995 خلال حديثها مع إلاعلامي مارتن بشير، ليعود مشهد المرض الذي يعد من أخطر مسببات الاكتئاب إلى الأذهان مجددًا، وأظهر المشهد إحدى الفتيات «داليدا» وهي تحاول التخلص من الأكل المفرط، كاشفة عن الضغوطات النفسية التي تتعرض لها بسبب البوليميا والتنمر.
ومرض البوليميا أو النهام العصبي الذي ناقشه مسلسل أثينا، وهو اضطراب نفسي وسلوكي خطير يتمثل في نوبات من الأكل المفرط يليها سلوكيات تعويضية مثل التقيؤ القسري، أو تناول أدوية مُلينة للتخلص من الطعام، أو الإفراط في التمارين الرياضية، على أمل التخلص من الطعام الذي تناولوه، إذ يُعد من أكثر اضطرابات الأكل شيوعًا، خاصة بين النساء والشباب، ويتطلب علاجًا نفسيًا وسلوكيًا للتغلب عليه، وفقًا لما ذكرت الدكتورة صفاء حمودة، استاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر لـ«الوطن».
وأشارت حمودة إلى أن هذا المرض يتسبب في نوبات لا يتمالك فيها الشخص المُضطرب نفسه، ليتناول كميات كبيرة من الطعام ومن ثم يشعر بتأنيب الضمير حتى البكاء والأنهيار، مع محاولات للتخلص من كميات الطعام التي تناولها بشتى الطرق، قبل أن يصل به لزيادة الوزن والاكتئاب، واضطراب مرض تشوه الجسم: «بيبقى مش راضي عن جسمه وشكله والأكل اللي أكله».
اقرأ أيضًا:
ما هو اضطراب تشوه الجسم؟ تعاني منه نيللي كريم في مسلسل إخواتي
البوليما، أو النهام العصبي، هو اضطراب يُصيب الأفراد الذين يعانون من مشكلات في علاقتهم بالطعام وصورتهم الذاتية، ويتميز بنوبات متكررة من الأكل بشراهة، تليها تصرفات غير صحية لتعويض ذلك، مثل التقيؤ المتعمد وفقًا لـ المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH)، ومن أبرز أعراضه:
- نوبات من الأكل بشراهة في وقت قصير
- شعور دائم بالذنب أو الخجل بعد تناول الطعام
- استخدام الملينات أو التقيؤ القسري
- تقلبات وزن سريعة وغير مبررة
- جفاف البشرة وتساقط الشعر بسبب نقص التغذية
وتشير دراسة نُشرت في J Am Acad Child Adolesc Psychiatry إلى أن المرض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل اضطرابات القلب، تسوس الأسنان، وخلل في توازن المعادن بالجسم.
البوليما ليس مجرد اضطراب غذائي، بل له أسباب نفسية عميقة مثل:
- الضغط الاجتماعي والإعلامي لاتباع معايير غير واقعية للجمال
- تدني احترام الذات والمقارنة المستمرة بالآخرين
- الاضطرابات العاطفية مثل القلق والاكتئاب
- التجارب الصادمة أو الضغوط العائلية
- استخدام الطعام للهروب من المشاعر
يوصي المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH) بعدة استراتيجيات لعلاج النهام العصبي، منها:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، ليساعد في تغيير الأفكار السلبية حول الطعام والجسم.
- العلاج الدوائي إذ أن بعض مضادات الاكتئاب قد تقلل من نوبات الشراهة.
- الدعم الغذائي، فيجب وضع نظام غذائي صحي ومتوازن تحت إشراف مختص.
كما يُنصح الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الأكل بطلب المساعدة من أطباء ومتخصصين نفسيين، حيث يمكن للعلاج المبكر أن يحقق نتائج فعالة في التعافي.