كتب: سامية الإبشيهي -
12:47 ص | الجمعة 14 مارس 2025
تظهر أعراض الاكتئاب عند الأطفال في صورة تغيرات واضحة في السلوك والمزاج، مثل الحزن المستمر، فقدان الاهتمام بالأنشطة، والتقلبات العاطفية، وقد يصاحبها أعراض جسدية مثل اضطرابات النوم والشهية، بالإضافة إلى مشاكل في التركيز والأداء المدرسي.
والاكتئاب من الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تؤثر على الأطفال والمراهقين، متسببًا في تغيير جذري بسلوكهم ونمط حياتهم اليومية، قد يبدأ الطفل في إظهار مشاعر الحزن المستمر العزلة وفقدان الشغف بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، بالإضافة إلى اضطرابات النوم والتغذية، ووفقًا للخبراء، فإن الاكتئاب لدى الأطفال قد يكون نتيجة لعوامل بيولوجية، نفسية، واجتماعية، ما يجعل التشخيص المبكر أمرًا ضروريًا لتقديم الدعم النفسي والطبي المناسب.
وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، لـ«الوطن»، إنه على الرغم من عدم وجود سبب واحد للإصابة بالاكتئاب، فإن هناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من احتمالية ظهوره لدى الأطفال، من أبرزها:
- العوامل الوراثية، فوجود تاريخ عائلي من الاضطرابات المزاجية يزيد من خطر إصابة الطفل بالاكتئاب.
- الاضطرابات الكيميائية في الدماغ، قد تؤثر التغيرات في الناقلات العصبية على الحالة المزاجية والسلوك.
- الضغوط النفسية والاجتماعية، مثل فقدان أحد الوالدين، الطلاق، أو التنمر، وهي عوامل قد تحفز ظهور الاكتئاب.
- الإصابة بأمراض مزمنة، يمكن أن تزيد بعض الحالات الصحية من احتمالية تعرض الطفل لمشاعر الاكتئاب.
وأشار استشاري الصحة النفسية إلى أنه قد يكون من الصعب تمييز الاكتئاب لدى الأطفال لأنهم يعبرون عن مشاعرهم بطرق مختلفة، ولكن هناك بعض العلامات التي يجب الانتباه إليها، ومنها:
- الشعور بالحزن أو الهيجان معظم الوقت.
- فقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة اليومية.
- تغيرات واضحة في الشهية والوزن.
- اضطرابات النوم، سواء الأرق أو النوم لساعات طويلة.
- صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
- الشعور بالتعب وانخفاض الطاقة بشكل مستمر.
- العزلة الاجتماعية والابتعاد عن الأصدقاء والعائلة.
- التفكير في الموت أو الانتحار في بعض الحالات الشديدة.
وأكد «هندي» أنه يجري تشخيص الاكتئاب من خلال التقييم النفسي الذي يجريه الطبيب المختص، والذي يشمل مقابلات مع الطفل وأفراد العائلة، بالإضافة إلى استخدام استبيانات لقياس الأعراض، كما يتم استبعاد أي أسباب طبية أخرى قد تسبب هذه الأعراض، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو نقص بعض الفيتامينات.
ومن جانبه، أشارت منظمة اليونيسيف إلى أنّ معدل الاكتئاب بين الأطفال والمراهقين شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد جائحة كوفيد-19، حيث زادت الضغوط النفسية والعزلة الاجتماعية، ما أثر بشكل مباشر على الصحة النفسية للأطفال، وأكدت المنظمة أهمية توفير بيئة داعمة للأطفال وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم بحرية.
ويختلف العلاج وفقًا لشدة الأعراض وعمر الطفل، وتشمل خيارات العلاج ما يلي:
العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يساعد الطفل على فهم مشاعره والتعامل معها بشكل صحي.
العلاج الدوائي، قد يوصي الطبيب باستخدام مضادات الاكتئاب في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، مع متابعة دقيقة للآثار الجانبية.
الدعم الأسري، يساعد في تحسين الحالة النفسية للطفل، من خلال التواصل الفعّال وتعزيز ثقته بنفسه.
تنظيم نمط الحياة، ويشمل النوم المنتظم، التغذية الصحية، وممارسة الرياضة، حيث ثبت أن النشاط البدني يساعد في تحسين الحالة المزاجية.