كتب: آية أشرف - سامية الإبشيهي -
01:38 م | الأحد 16 فبراير 2025
حقّق فريق من الباحثين في جامعة موناش الأسترالية نقلة نوعية في جراحة العظام، بعد تطوير مادة جديدة قابلة للتحلل تعتمد على سبائك الزنك، وتتميز بالقوة الميكانيكية اللازمة لدعم العظام، وفي الوقت نفسه تتحلل تدريجيًا داخل الجسم بطريقة آمنة، ما يُسهم في تحسين عملية الشفاء، وتقليل الحاجة إلى عمليات جراحية إضافية، وتُعد هذه المادة بديلًا مبتكرًا للغرسات التقليدية المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو التيتانيوم، والتي تبقى في الجسم مدى الحياة، ما قد يسبب مضاعفات مختلفة ويؤثر سلبًا على راحة المرضى.
وأشارت الدراسة، إلى أنّه في الأصل تعتمد العمليات الجراحية لتثبيت العظام المكسورة على استخدام غرسات معدنية تقليدية مصنوعة من مواد مثل الفولاذ المقاوم للصدأ أو التيتانيوم، ورغم فعاليتها في تحقيق الاستقرار الهيكلي للعظام، فإنّها قد تسبب مشكلات عدة، منها:
- عدم الراحة الدائمة حيث تظل الغرسات المعدنية في الجسم لفترات طويلة، ما قد يسبب إزعاجًا للمريض.
- الحاجة إلى عمليات جراحية إضافية، ففي بعض الحالات يتطلب الأمر إزالة الغرسات جراحيًا بعد التئام الكسر، ما يزيد من المخاطر.
- التأثير على الأنسجة المحيطة، قد تتسبب الغرسات التقليدية في حدوث التهابات أو مشكلات ميكانيكية بسبب بقائها داخل الجسم.
تمثل المادة المطورة في جامعة موناش، وهي مادة جديدة قابلة للتحلل بديلاً أكثر كفاءة للغرسات المعدنية الدائمة، حيث تتميز بعدة خصائص مهمة، أبرزها:
القوة الميكانيكية العالية، إذ توفر المادة الجديدة دعمًا قويًا للعظام أثناء عملية الشفاء دون الحاجة إلى إزالة لاحقة.
التحلل التدريجي الآمن، فـ تتحلل المادة داخل الجسم ببطء وبطريقة متحكم بها، ما يُتيح للعظام الوقت الكافي للشفاء دون الحاجة إلى تدخل جراحي إضافي.
أكثر متانة من الماغنيسيوم، على الرغم من وجود غرسات قابلة للتحلل مصنوعة من المغنيسيوم، إلا أن المادة الجديدة أكثر متانة وتدوم لفترة أطول، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لعلاج الكسور العظمية.
تقليل المضاعفات، حيث تساعد المادة الجديدة في تقليل الالتهابات والمضاعفات المحتملة المرتبطة بالغرسات المعدنية التقليدية، ما يعزز معدلات الشفاء ويحسن تجربة المرضى.
أكد البروفيسور جيان فينغ ني، الباحث الرئيسي في الدراسة، أنّ هذه المادة قد تغير مستقبل طب العظام من خلال توفير بديل أكثر أمانًا واستدامة للغرسات المعدنية الدائمة. وأوضح قائلًا، تتيح المادة المطورة تصميم غرسات أصغر وأكثر أمانًا، ما لا يعزز راحة المريض فحسب، بل يحسن أيضًا من نتائج الشفاء عبر تقليل التأثير على الأنسجة المحيطة، على عكس الغرسات الدائمة قد تشكل خطرًا على المريض، بينما الغرسات القابلة للتحلل السريع لا توفر وقتًا كافيًا لشفاء العظام، لكن باستخدام سبائك الزنك الخاصة بنا، يمكننا تحقيق التوازن المثالي بين القوة والتحلل المتحكم فيه لتعزيز عملية الشفاء.
يعتمد تطوير سبائك الزنك الجديدة على تقنيات متقدمة تتيح تحسين خصائص المادة بما يتناسب مع احتياجات المرضى، ومن أهم الخصائص المميزة لهذه المادة:
المرونة العالية، يمكن للمادة الجديدة التكيف مع الأنسجة المحيطة، ما يُقلل من فرص حدوث مضاعفات ميكانيكية.
القوة والمتانة، إذ توفر سبائك الزنك صلابة تضاهي الغرسات الفولاذية الدائمة، لكنها تتحلل بشكل طبيعي وآمن داخل الجسم.
تحكم دقيق في التحلل، إذ يمكن ضبط معدل تحلل المادة داخل الجسم بحيث يتناسب مع عملية شفاء العظام، مما يحسن من نتائج العلاج.
وفي هذا الصدد علق الدكتور عمرو عبدالعال، استشاري جراحة العظام، لـ«الوطن»، على الدراسة التي تكشف عن نقلة نوعية في جراحة العظام، من خلال مادة جديدة قابلة للتحلل، موضحًا أنّ الدراسة التي تكشف عن نقلة نوعية في جراحة العظام، لا تزال محل دراسة ولا يمكن وصفها الآن بالنقلة النوعية، خاصة إنه لم يتم خضوع المادة للتجربة الحية.
واستنكر الأمر قائلًا: «إن السؤال هو ماذا بعد تحلل المادة؟! هل ستذوب»، موضحًا إنه في هذه الحالة ستؤثر بالضرر على الأنسجة، وإن الشرائح المعدنية عند قيامها بالدور المطلوب من التئام الكسور يتم نزعها بشكل طبيعي.