رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

"الزجاج الحيوي" قد يكون أفضل مادة لإصلاح كسور العظام

كتب: وكالات -

03:22 م | الثلاثاء 15 أغسطس 2017

صورة ارشيفية

قد لا يبدو الزجاج المادة المناسبة للاستخدام في علاج كسور العظام، لكن جراحين بريطانيين يرون أن الزجاج الحيوي ليس فقط أقوى من العظام؛ بل إنه يمكن أن ينحني، ويرتد، ويقاوم العدوى أيضا.

في عام 2002، تلقى إيان طومسون، المختص في إعادة بناء الوجه في جامعة كينج، لندن، مكالمة هاتفية عاجلة أُبلغ فيها بأن مريضا في أواخر العشرينات من العمر جُرح بسبب خروج سيارته عن السيطرة، وصُعودها إلى الرصيف.

وأدت الصدمة إلى دفعه فوق غطاء محرك السيارة محطمة وجهه ومحجر عينه الهش، وهو عظم صغير لا يزيد سمكه عن 1 مم ويحمل مُقلة العين في الجمجمة.

ويشرح طومسون قائلا: "من دون التجويف المحجري، تنتقل العين إلى الخلف في الجمجمة، وهذه آلية دفاعية تقريبا"، مضيفا: "إلا أن هذا يسبب ضبابية في الرؤية وعدم التركيز، وهذا المريض فقد أيضا القدرة على إدراك الألوان، وكانت مهام وظيفته تتضمن تجديد الأسلاك الكهربائية للطائرات، وكونه لم يعد يميز بين السلكين الأحمر والأزرق، بالكاد تمكن من العمل مدة ثلاث سنوات".

ووفقا لـBBC، وقع الحادث قبل 3 سنوات، ومنذ ذلك الحين، بذل الجراحون محاولات يائسة لإعادة بناء الشق العظمي في الوجه، ودفع العين إلى موضعها، مستخدمين أولا مواد صناعية مزروعة، ومن ثم عظاما من ضلع المريض، وأخفقت المحاولتان.

وفي كل مرة، تصيبه العدوى بعد بضعة أشهر، محدثة ألما شديدا، والآن، لم يعد لدى الأطباء أية أفكار لحل المشكلة.

حقائق وأساطير بشأن عمليات زراعة رقائق إلكترونية في أجسادناوكان جواب طومسون هو بناء أول زرع زجاجي في العالم، زجاج مصبوب كصفيحة أدخلت تحت عين المريض داخل الشق المحجري، وتبدو فكرة استخدام الزجاج، وهي مادة هشة طبيعيا، لإصلاح شيء حساس جدا فكرة غير بديهية، لكن ذلك لم يكن زجاجا عاديا.

ويقول جوليان جونز، الخبير في الزجاج الحيوي في جامعة إمبيريال كوليدج في لندن: "إذا وضعت قطعة من زجاج نافذة في جسم الإنسان، ستحيط بها أنسجة الندوب لفترة، ثم تُدفع إلى الخارج".

ويضيف: "لكن عندما تضع زجاجا حيويا في الجسم، فإنه يبدأ بالتحلل ويفرز أيونات تتواصل مع جهاز المناعة نوعا ما، وهذا يعني أن الجسم لا يعتبرها مادة غريبة، لذا فإنها تلتحم بالعظام والأنسجة الرخوة ما يخلق شعورا جيدا ويحفز على إنتاج عظام جديدة".

وبالنسبة إلى طومسون، كانت النتائج فورية، واستعاد المريض الرؤية كاملة في الحال، إضافة إلى إدراك الألوان والأعماق، وبعد 15 عاما من تلك العملية، لا يزال صاحبها في صحة كاملة.

ومضى طومسون في استخدام صفائح الزجاج الحيوي ليعالج بنجاح أكثر من 100 مريض، جُرحوا في حوادث سيارات ودراجات نارية.

يدخل الزجاج في تركيبة بعض أنواع معجون الأسنانويقول طومسون: "إن الزجاج الحيوي يعمل في الواقع بشكل أفضل من عظام المريض نفسها، ويعود هذا، كما وجدنا، إلى أنه يرشح أيونات الصوديوم ببطء وهو يتحلل ويقتل البكتيريا في البيئة المحلية، لذا، وبمحض الصدفة، يحدث لدى المريض تأثير المضاد الحيوي الذي يقضي على العدوى".

أحدث التقنياتكان العالم الأمريكي لاري هينتش، هو الذي اخترع الزجاج الحيوي عام 1969، واستوحى هينتش ذلك من محادثة بالمصادفة على متن حافلة مع عقيد في الجيش، عاد في الآونة الأخيرة من حرب فيتنام.

وقال العقيد لهينتش إنه في حين أن التكنولوجيا الطبية الحديثة يمكن أن تنقذ الأرواح في ساحة المعركة، فإنها يمكن أن تنقذ الأطراف، وقرر هينتش تعليق بحثه بشأن الصواريخ البالستية العابرة للقارات، والعمل بدلا من ذلك على تصميم مادة إلكترونية حيوية لا يرفضها جسم الإنسان.

وأخذ هينتش في نهاية المطاف أبحاثه إلى لندن، وأضحت بريطانيا الدولة التي يتم فيها إجراء بعض أكثر ابتكارات الزجاج الحيوي ثورية في مجالات تتراوح بين جراحة العظام وطب الأسنان.

الكلمات الدالة