رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

رحلة «سيدة الكشري» من الصبر للجبر.. «حياة كريمة» أنهت معاناة كادت تقصم ظهرها

كتب: أمنية شريف -

12:57 م | الإثنين 11 سبتمبر 2023

سيدة الكشري

«بعد الصبر جبر»، مقولة طالما لازمت هيام الجندي، الشهيرة بـ«أم يوسف» في حياتها، ليكافئها القدر بتروسكيل لبيع الكشري كهدية من مباردة حياة كريمة، بعد أن كانت تتجول في الشوارع لبيع الأكل البيتي على قدميها، في رحلة طويلة تبدأها من الصباح، لم تنضب فيها ملامحها من علامات الرضا والسعادة، وهي تبيع في مختلف المناطق، خاصةً حلوان، لتتمكن من الوفاء باحتياجات عائلتها، وتوفير قوت يومها، والإنفاق عليها.

«سيدة الكشري» تتجول على قدميها

«كشري بيتي بـ12 جنيه العلبة، دوقه حتى لو مماعكش»، هكذا تنادي أم يوسف دومًا، ومن التاسعة صباحًا، تصنع الكشرى البيتي، وتعبئه في علب، وتحمله لتبيعه للمارة بحثًا عن الرزق الحلال، بحسب ما روت لـ«الوطن»: «بصحى من النوم أجهز الكشري من أول المكرونة والبصل، بعدها بعمل الصلصة وآخر حاجة الأرز، عشان يفضل محافظ على سخونته، في الأول كنت بشيله في شنطة على ضهري، وأبيع في شوارع وحارات داخل القاهرة».

تبيع الكشري للإنفاق على أبنائها الأربعة

تحملت الأم، مسئولية فرضها عليها القدر، كونها أرملة ولديها 4 أبناء، لتعيش حياة من العطاء والصبر بلا مقابل، لكنها دومًا ممزوجة بالحنان والطيبة، وباتت تعمل في هذه المهنة منذ عامين، بعد رحلة من السعي، إذ كانت تبيع الماء والسندوتشات منذ 9 سنوات: «الحمد لله رزق ربنا كبير ليا، وبيجبرني دايمًا، وبيطلع لي فلوس كويسة في اليوم، وبقيت بشتغل من واحدة لتسعة، واتعرفت بالكشري المميز إللي بطبخه».

«حياة كريمة» تساعد سيدة الكشري

ذات يوم تابعها الجبر بعد صبرها، لترسل لها مبادرة حياة كريمة دعوة، وتعطيها ميدالية بطلة حياة كريمة، لحبها للخير ومساعدة الجميع، وتفاجأها بمنحها «تروسكيل»، لإزالة عناء حمل الكشري عنها، لتبيع العشرات من العلب: «ربنا أكرمني بالتروسكيل، كنت بنزل بعشر علب في الأول، دلوقتي الحمد لله بوصل لـ40، ربنا يبارك في الرزق، لأن دايمًا عندي رضا من الله، وأتمنى أن أعيش مستورة، وأعمل عمرة وأفتح محل طبعًا، لأن نفسي أساعد كل الناس تاكل حتى لو مش معاهم تمن الأكل».

مساعدة الجميع

تسعى دومًا «أم يوسف»، إلى أن تتقاسم مع الجميع قوتها اليومي من الأموال والطعام، فضلًا عن أنها تساعد كثيرين إن طُلب منها شيئًا، لأنها ترى أن عمل الخير هو الأولى، وهناك كثير من المارة يطلبون شراء الكشري دعمًا لها، حتى بات بعض الناس يداومون على دعمها بشكل يومي، فالرزق والخير متبادل إلى يوم الدين.

الكلمات الدالة