كتب: آية أشرف -
09:21 م | الجمعة 18 أبريل 2025
يشهد المجال الطبي اهتمامًا متزايدًا بدراسة الأسباب غير التقليدية للسكتات الدماغية التي تصيب الشباب، وذلك في ظل الزيادة الملحوظة في معدلات الإصابة بين هذه الفئة العمرية على مستوى العالم.
وأجرى باحثون فنلنديون دراسة بحثت في العلاقة بين الصداع النصفي، وهو اضطراب عصبي شائع، وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المبكرة.
ونقلًا عن «ديلي ميل» اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات مرضى لا يعانون من عوامل الخطر التقليدية المعروفة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
وشملت الدراسة أكثر من ألف شخص تقل أعمارهم عن 50 عامًا، منهم 523 ناجيًا من السكتة الدماغية و523 آخرين لم يصابوا بها.
وركز فريق البحث في مستشفى جامعة هلسنكي على حالات السكتة الإقفارية، وهي النوع الأكثر شيوعًا الذي ينتج عن انسداد يعيق تدفق الدم إلى الدماغ، مع استبعاد الأسباب المعروفة كارتفاع ضغط الدم أو داء السكري.
وقد أظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة Stroke أن الشباب الذين يعانون من الصداع النصفي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية، بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بمن لا يعانون منه.
وكشفت النتائج أن الصداع النصفي، وخاصة المصحوب بالهالة «اضطرابات بصرية أو حسية تسبق الصداع»، يعتبر عامل خطر مستقل، فقد وُجد لدى 23% من الأشخاص الذين أصيبوا بالسكتة الدماغية.
وارتفعت هذه النسبة بشكل ملحوظ لتصل إلى 46% بين أولئك الذين يعانون من وجود «ثقبة بيضاوية سالكة»، وهي فتحة صغيرة طبيعية موجودة بين الأذينين في القلب لدى الجنين والتي عادة ما تنغلق بعد الولادة وتصيب حوالي ربع السكان دون أن تسبب مشاكل صحية في الغالب، وفقًا للباحثون.
وعلق الدكتور جوكا بوتالا، الباحث الرئيسي في الدراسة، قائلًا: «لقد فوجئنا بقوة العلاقة بين الصداع النصفي والسكتة الدماغية، ويبدو أنه عامل خطر مهم لدى البالغين الأصغر سنًا».
وعلى الرغم من أن 65% من السكتات الدماغية غير المرتبطة بمشاكل قلبية تُعزى إلى عوامل تقليدية مثل التدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم، حذر الباحثون من تجاهل العوامل غير التقليدية مثل الصداع النصفي، والتي تمثل حوالي ربع الحالات.
وتؤكد وزارة الصحة والسكان المصرية، على أن الصداع النصفي يتجاوز كونه مجرد ألم عابر، بل هو اضطراب عصبي يستدعي المتابعة الطبية الجادة.
وتشير «الصحة» إلى أن الصداع النصفي يعد من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في العيادات والمستشفيات في مصر، حيث يؤثر على شريحة واسعة من المصريين، خاصة في الفئة العمرية بين 20 و50 عامًا.
وحذرت وزارة الصحة بشدة من تجاهل أعراض الصداع النصفي، لما قد يترتب على ذلك من مضاعفات خطيرة محتملة، مثل تحول الصداع إلى صداع مزمن، وفي حالات نادرة يزيد خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، كما أشارت الدراسة الفنلندية.
وشددت الوزارة على الأهمية القصوى لاستشارة الطبيب المختص في حال استمرار نوبات الصداع لفترات طويلة أو تكرارها بشكل ملحوظ، وذلك لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب وتجنب أي مضاعفات محتملة.