في بيت مصري أصيل، فتحت بابه «سحر» لسيدة ماليزية وابنتيها، لتستضيفهن وتذهب بهن في جولة إلى المطبخ المصري، فشرحت لهن الأكلات الشعبية، وبدأت حديثها عن ثقافة مصر وفخامة تاريخها، إذ أتت إليها اثنتان من طالباتها مع أمهما، وقدمن لها بعض الزهور والنباتات الماليزية، لتزرعهن «سحر» في حديقة منزلها.

سحر شاهين، والتي تخرجت في كلية الآداب قسم الإعلام، أنشأت هي وزوجها أكاديمية لعلوم القرآن، تعلم فيها المناهج والعلوم الإسلامية في شكل مبسط، لمسلمي ماليزيا وسنغافورة عبر الإنترنت، فأحبهما الطلاب من المجتمع الميلاوي، ورغب معظهم في القدوم إلى مصر كزيارة لمعلميهما، ورحبت ابنة محافظة البحيرة، بقدوم إحدى تلميذاتها برفقة والدتها، لتشكرها على علمها الغزير في الدين، وقضين اليوم سويًا، ووعدتها الأم الماليزية، أن تزورها مجددًا، لتعلمها كيف تطهو الطعام الماليزي باحتراف.

«سحر» تستضيف طلابها من ماليزيا وسنغافورة

تحكي سحر في حديثها لـ«هن»، أنها لم تصدق أنها ستعود مجددا من أجل أن تعلمها كيفية طهي الطعام الخاص ببلدها فقط، إلا أنها تفاجأت بعد عدة أيام، بزيارة مفاجئة منها مرة أخرى، جاءت تحمل في حقيبتها كل ما يتعلق بالمطبخ الميلاوي من بهارات، تتبيلات، وحلويات وفقا لها: «وصلت السيدة الماليزية وبناتها، وطلبوا مني إني أسيبهم يطبخوا، وبالفعل عملوا أكلات لذيذة، وبعد ما أكلنا جمعوا الأطباق وغسلوها ونظفوا المطبخ بالكامل، حتى إني حسيت إني أنا الضيفة مش هما».

بعد تناولها الطعام، جلس الزوجان مع ضيوفهما، وذكرا بعض النصائح الدينية لهن، كما تبادلت الأسرة الماليزية الشكر على هذه الاستضافة الجميلة، وأنهن أحببن مصر بسبب معلميهما المصريان، بحسب ما ذكرته «سحر» في حوارها لـ«هن»: «في نهاية اليوم، حضنتني بشدة وهي بتبكي وقالتلي إنها بتحبني جدا، وكنت مندهشة إزاي حد عرفني لمدة قصيرة يكن لي المحبة دي كلها، وحسيت وقتها بدعوة والدتي ليا، إن ربنا يحبب فيا خلقه»، فضلا عن أنها لم تكن المرة الأولى لابنة محافظة البحيرة، التي تستقبل فيها أحد طلابها من المجتمع الآسيوي، فاستضافت من قبل طالبة من سنغافورة ليتبادلن الحديث عن العلوم الشرعية والإسلامية، خاصة أن مصر هي الوجهة الأولى للتعليم الديني، بسبب وجود مؤسسة الأزهر الشريف.  

«سحر» تروج للثقافة المصرية من خلال المنتجات العربية في ماليزيا

لم تكتفِ سحر بهذا القدر، فحينما جاءتها الفرصة للسفر والإقامة بماليزيا، أحبت أن تشارك مجتمعهم عن الثقافة المصرية، فأخذت معها بعض المنتجات العربية الأصيلة، مثل العطور، الديكورات الدينية، وعسل النحل، وفقا لها: «لما سافرت هناك، كانت الناس حابة تتعرف عليا، وكان لازم إني أعرفهم على مصر، وشوفت إن أفضل طريقة لكدة هي المنتجات العربية الأصيلة».