رغم اختلافهما في العادات والتقاليد، والديانة، كونها مسلمة وهو على الديانة المسيحية، إلا أن الحب أعلن رايته واستحوذ على قلبيهما، رافعًا علامة النصر، ليجعل قصتهما مليئة بالمغامرات والأحداث، والتي كان عنوانها "الحب ينتصر رغم الصعاب ويعبر القارات".

جولات سياحية، عبر مختلف القارات اعتادت الشابة المغربية آسيا، الخروج بها لاكتشاف العالم والتعرف على الثقافات والحضارات، وكانت إحدى هذة الجولات لمصر، التي تعتبرها بلدها الثاني لتكن شاهدة على مولد قصة حب آسيا وزوجها الفرنسي.

آسيا حكم الله، من أصول مغربية، تبلغ من العمر 22 عامًا، تخرجت في كلية الاقتصاد والإدارة، التقت بزوجها الفرنسي "لوكاس اوبرت"، الذي يكبرها بأشهر قليلة، للمرة الأولى بمصر حينما جمعهما مشروع في منظمة "Aiesec"، وهى منظمة عالمية للشباب تطور القدرات الريادية، وتشرك الطلاب والخريجين في البرامج التدريبية والتبادل الطلابي العالمي، وتوفر المجال للأفراد الموهوبين المتحمسين لتحقيق نمو شخصي.

صداقة شديدة قرابة عامين جمعت بينهما، كان خلالها تقرب وتودد لعائلتها حتى أصبح كأنه واحد منهم، افتقاده للعائلة كون والده توفى وهو بمرحلة الطفولة جعل قلبه يتعلق بعائلة آسيا، "تقابلنا للمرة الأولى في صيف 2017، وكنا نتحدث باللغة الإنجليزية طبقًا لشروط المنظمة كونها تعتبر اللغة الأولى بين الشعوب، وفق حديثها لـ"الوطن".

"لم يكن يعلم لوكاس أننى مغربية وأتحدث الفرنسية بطلاقة إلا عندما حدثتني إحدى الفتيات بها، هكذا واصلت الشابة المغربية التي تجيد التحدث بلغات عدة، حديثها، مضيفة، "عقب عودتنا كُل لبلده بدأ يراسلني للاطمئنان على أحوالي وأخباري".

ربما لعبت الصدفة دورها في اكتشاف علاقة الثنائي، إذ قرر الشاب الفرنسي، زيارة المغرب، "أخبرني أنه سيأتي في زيارة للمغرب، وحينما حدثت والدتي عرضت مجيئه لمنزلنا لتناول العشاء، وهو ما وجدت فيه نوعا من الغرابة بعض الشئ خاصة أنها لا تعرفه".

الرفيق قبل الطريق

استمرت العلاقة بين آسيا ولوكاس، قائمة على الصداقة ومرافقة بعضهما البعض خلال الرحلات والجولات السياحية، قرابة عامين، وتواجده الدائم في حياتها ووسط عائلتها، "تحدثنا عن الديانات قائلا إنه يدور بداخله تساؤلات مبهمة لا يجد إجابات عليها، ما جعله يريد معرفة بعض الأمور عن الديانة الإسلامية".

شرارة الحب أشعلت نيران قلب لوكاس، ليقرر مصارحة آسيا في إحدى اللقاءات، لكنها ترفض كونها مسلمة ولا تستطع الزواج من رجل على غير ديانتها، ليقررا البقاء كأصدقاء.

أهدت الفتاة المغربية الشاب الفرنسي، المصحف الشريف وبدأ باكتشاف الإسلام بذاته، "وجدني معتدلة في ديني، لم أدفعه للإسلام أبدًا فقط أردت أن يكتشف عظمته بنفسه وتحدثت عن الجوانب الدينية والشعائر، دون الترهيب، حيث ديننًا دين اليسر وليس العسر".

لم يستطع الشاب الفرنسي تقبل زواج آسيا من غيره، ما جعله يصرح لها بمحاولاته في قراءة القرآن الكريم واقتناعه بشكل كامل بالإسلام، ورغبته في اعتناقه، لتقرر الأخيرة قبول طلبه باتخاذ إجراء رسمي لعلاقتهما وهو الخطبة، "بعد سنة و10 أشهر اتخطبنا بشكل رسمي، وعقدنا القران بعد شهر من الخطبة".

لوكاس يتقدم لطلب الزواج من آسيا في ماليزيا

قبل الخطبة بأسبوعين قرر الشاب الفرنسي التقدم لمحبوبته بطريقة رومانسية حينما كانا في إحدى الجولات السياحية لماليزيا، راكعًا على ركبتيه مرددًا عبارة هل تقبلين الزواج بي، "الشبكة والمهر كانت على حسب العادات والتقاليد والأصول المغربية".

لوكاس ينطق الشهادتين عبر "فيديو كول"

اتفق الثنائي على إعلان لوكاس إسلامه في ليلة القدر، من العام الماضي كونها خير من ألف شهر، ليفاجئها هى وأسرتها بدخوله الإسلام قبل الليلة الأولى من بدء شهر رمضان، "كنا نتحدث خلال مكالمة فيديو، ووجدته ينطق الشهادتين، ويتحدث بالعربية "أنا مسلم"، مشيرًا أنا صايم من أول رمضان ويصلي متبعًا فيديوهات عبر موقع يوتيوب، وطريقة الوضوء الصحيح".

لوكاس أشهر إسلامه ليلة القدر.. وكوورنا يعرقل حفل زفافهما

سعادة بالغة ارتسمت على وجه آسيا وعائلتها حينما أعلن لوكاس اسلامه أمامهم، "أشهر إسلامه أمام الجميع ليلة القدر من العام الماضي، داخل مسجد الحكم الثاني، وهو مقتنعًا به، وتم عقد قراننا منذ 7 أشهر، ونحن على أعقاب إقامة حفل الزفاف والذي كان مقررًا خلال الشهر القادم، يضم أصدقاءنا من جميع البلاد، ولكن سيتم تأجيله نظرًا لتفشي فيروس كوورنا المستجد في جميع أنحاء العالم".