كتب: سلوى الزغبي -
03:13 م | الأحد 17 أبريل 2022
هنا عزبة حمادة المطرية، علامة مسجلة على تنظيم مائدة الرحمن الأطول في شهر رمضان المبارك، العادة السنوية التي يسير عليها أهالي المنطقة لإضفاء البهجة وزرع قيم الإخاء والتجاور مرة أخرى في النفوس وتربية النشء الصغير عليها، لم تكن الإطارات الخشبية البطل قدر أصحابها الذين لم يكتفوا بتناول الأكل سويا لكن جمعهم «شو استعراضي» بسيط لشباب المنطقة على نغمات «رمضان كريم»، والملابس الموحدة للمنظمين، وصولا للسيدات اللائي يقفن وراء الاحتفال الضخم.
«قعدة رمضان حلوة يا جدعان» لم يكن صوت حكيم وحده مدويًا من المسجل، فـ شباب عزبة حمادة المطرية اخترقوا صفًا بين مائدة الرحمن وهما يصفقون بأياديهم عاليًا، وترفع هواتف المحمولة بين أهالي المطرية لتصوير تلك اللحظات، وأرفقتها إحدى قاطنات المنطقة على تطبيق «تيك توك» ومدونة: «بجد اللي مش من المطرية فاتوا كتير».
@hanasayed417 الصوت الأصلي - Hana Sayed
لم يكن ذلك الفيديو الوحيد الذي أرفقه الحساب الذي يحمل اسم هنا سيد على «تيك توك»، ولكنها نشرت فيديو آخر وكتبت عليه «رمضان في المطرية حاجة تانية»، ويرصد احتفال الشباب بتجمعهم بضرب الألعاب النارية، وسط حشود من أهالي عزبة حمادة المطرية أثناء تجمعهم على مائدة الرحمن الأكبر التي ينظمونها سنويًا منذ 7 سنوات مضت.
على واجهات بيوت عزبة حمادة في المطرية معلقة صور لأشخاص كبار وصغار ورجال وسيدات، تلك الصور التي فسّر أحد المنظمين لـ«الوطن» وجودها بأنها نوع من الوفاء للذين رحلوا، سواء بالموت أو سافروا لبلاد بعيدة، حالت دون حضورهم الإفطار هذا العام، الذي ينظمونه في 15 رمضان من كل عام، حسب قول حسين الشحات، منظم آخر للمائدة، الذي افتقد أمه في إفطار هذا العام وعلقوا صورتها، بينما يرتدي الشباب المنظمون تي شيرت أسود اللون مكتوب عليه 15 رمضان، حتى لا يدخل بينهم غريب يفسد التنظيم، متنميًا تعميم الفكرة في مصر كلها.
سيدات عزبة حمادة في المطرية لسن بمعزل عن مائدة الرحمن الكبرى، فهم المسؤولون عن تحضير بعض أصناف الطعام مثل «المحشي» الذي تختص به أم محمد وجيرانها، ويبدأون في إعداد الأكل من السابعة صباحا وحتى الثالثة عصرا، دون أن يكلوا، رغبة في إدخال السرور على أنفسهم وعلى جيرانهم.
وشارك هاني يونس المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء، صورا من مائدة الرحمن الأطول في عزبة حمادة في المطرية، مدونًا عليها: «هنا المطرية».