تبادلت الضحكات مع والدتها، وأخبرتها أنها ستغادر المنزل، لتسليم طلبية مستحضرات تجميل لإحدى الزبائن، وشراء طعام الغداء من مطعم على مقربة منهم، على أن تعود في أقرب وقت، الأمنية التي لم تتحقق، ليطول غياب "رحمة"، منذ يوم الخميس الماضي، وحتى وقتنا هذا، ليجن جنون أسرتها، التي تمكُث في منطقة المطرية، ليبدأوا بالبحث عنها في كل المناطق المجاورة. 

منشورات عدة على المجموعات الخاصة بالفتيات، عبر منصات "السوشيال ميديا" حملت صور رحمة، وقصتها في محاولات منهن لنشر الأمر والبحث عنها من خلال حملة موسعة على "فيسبوك".  

رحمة رمضان، 19 عاماً، حاصلة على دبلوم تجارة، وهي شقيقة كبرى لـ3 بنات، وابنة لأسرة بسيطة يعولها رجل مكافح يعمل سائقاً في إحدى الهيئات، وكغيرها من بنات جيلها تمارس عملاً متواضعاً من بيتها، حيث تروج لبيع العطور عبر "فيسبوك"، وتستعد للزفاف على خطيبها قريباً، لكن القدر لم يمهلها، حيث غادرت منزلها دون رجوع، وانقطعت كل سبل الاتصال بها.

تحكي خالتها، التي فضلت عدم ذكر اسمها، عن انهيار والدتها قلقاً عليها: "من وقتها تليفونها اتقفل، ولا عارفين عنها حاجة، والدتها ووالدها وكل الأهل دوروا عليها في كل مكان الشوارع والمستشفيات، وعملوا محضر رقم 372 في قسم شرطة المطرية، وعندنا أمل نسمع معلومة تبرد نارنا وتطمن قلبنا عليها".

والدتها: "مستنيين ممكن ترجع" 

مازال الأمل يدفع والدة رحمة للانتظار، فقالت لـ"هُن": "مستنيينها ترجع ووالدها وكلنا بندور عليها"، متابعة: "بنتي مخلصة دبلوم وفي حالها، ونزلت يوم الخميس الساعة 3 واختفت، وممكن تكون اتخطفت ومستنياها تيجي تاني". 

خال الفتاة: "بنتبع الكاميرات اللي في المنطقة"

ومن جانبه، اتبع "محمد. م" خال الفتاة، وشقيق الأم نفس رواية خالتها، حيث قال لـ "هُن": "إحنا عملنا بلاغ من يوم الجمعة في قسم المطرية، بعد لما اختفت يوم كامل"، متابعا: "الأول افتكرناها باتت اليوم ده عن واحدة صاحبتها لكن لما التليفون اتقفل، ومرجعتش عملنا بلاغ فعلاً". 

وأضاف: "بنتبع برضه الكاميرات الللي محطوطة قدام البيوت، والمحلات، نشوفها خرجت منين أو لفين يمكن نوصل لحاجة، لكن لحد دلوقتي مفيش أي جديد عنها".