رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«نسرين» متطوعة بأكبر مائدة إفطار بالإسكندرية: بلاقي نفسي في المساعدة

كتب: سمر صالح -

01:44 م | السبت 16 أبريل 2022

نسرين عبدالدايم

ترتدي ملابسها التي خصصتها لتلك المهمة اليومية التي تبدأها مبكرا بعد رفع أذان الظهر من كل يوم، تتحرك بسرعة ورشاقة، حيث تقتضي المسؤولية التي تحملتها، تتعامل بثقة تامة تلتفت إليها أعين الناظرين في حالة اندهاش من جرأتها، اختارت التطوع في عمل لم تعلم عنه شيئًا من قبل، لكن ما العيب في أن يعمل المرء ما يحب ليتغلب به على مصاعب يومه، هكذا ناجت «نسرين» نفسها وانطلقت في تجربتها الجديدة حتى أثبتت للجميع نجاحها.

تعبئة أطباق السلطة والأكل وفرش المائدة

منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، خصصت نسرين عبد الدائم جزءا كبيرا من يومها للتطوع في واحدة من أكبر موائد الإفطار بمحافظة الإسكندرية، تتولى فرش المائدة المتواجدة مباشرة أمام الموقف الجديد بالمحافظة، وتعبئة الوجبات استعدادًا لتقديمها.

«أنا أول ست تكون مسؤولة عن فرش وتجهيز مائدة فطار بالحجم ده لوحدها، ببدأ أروح خيمة المائدة من بعد أذان الضهر أجهز فيها لحد ما يبدأ الناس توصل قبل المغرب»، هكذا تقول السيدة الإسكندرانية في بداية حديثها لـ«الوطن»، عن التجربة الأولى لها في التطوع بتجهيز مائدة إفطار.

500 كرسي في مائدة الفطار وتوزيع ألف وجبة

مائدة الفطار التي يتكفل بها رجال أعمال مقتدرين بالمحافظة، تسع لاستقبال 500 فرد يوميًا داخل الخيمة المخصصة لها، إلى جانب توزيع ألف وجبة إفطار، وقبل موعد أذان المغرب بساعة تقريبا، تبدأ «نسرين» في تعبئة أطباق السلطة وأصناف الأكل والحلوى المتنوعة التي قام بطهيها ثلاثة «شيفات» ماهرين: «عشان إحنا ادام الموقف، أغلب زباين المائدة بيكونوا من المسافرين على الطريق وقليل منهم من أهل اسكندرية»، وما أن ينتهي المئات من تناول فطورهم حتى تبدأ الأم الإسكندرانية في استكمال باقي مهامها كمسؤولة عن المائدة.

«من بعد الفطار، ألم الكراسي والترابيات والأطباق وأرجع المكان زي ما كان وبفضل كده للساعة 10 بليل تقريبا»، تستكمل «نسرين» رواية مهمتها، معتبرة المجهود الذي تفعله تطوعا متنفسا لها عن متاعب الحياة: «أنا منفصلة عن زوجي ومسؤولة عن 3 أطفال لوحدي بلاقي نفسي في التطوع وبشغل وقتي عشان أنسى مشاكلي»، بحسب تعبيرها.

ليست المرة الأولى التي تتطوع فيها الأم السكندرية في أعمال لخدمة المجتمع المدني، كثيرا ما بذلت جهدا واضحا في مساعدة الحي في كسح مياه الأمطار في وقت الشتاء، وكثيرا ما رافقت المصابين بفيروس كورونا في ذروة الأزمة لرعايتهم: «بلاقي نفسي في مساعدة غيري».