رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حاربت السرطان مرتين واستكملت تعليمها في السبعين.. قصة تحدي اسمها «آمال» (فيديو)

كتب: صالح رمضان - مريم النادي -

10:41 ص | الإثنين 24 يناير 2022

السيدة آمال

بلغت من العمر عتيًا، لكن أحلامها شابة، تراودها ضفائر غزلتها لمستقبل منعتها الظروف من عيشه كما تمنت، أعادته وعادت معه صبية تتحدى ملامح العجز، تلك حكاية «آمال»، صاحبة 79 عاما، التي كان من اسمها نصيبًا سكن شغفها ونمى فيه، درست بكلية الآداب قسم اجتماع بعمر الـ 70، ولم يقف تقدمها في العمر أمام طموحها اللانهائي فهي تستعد لمناقشة رسالة الماجستير.

تفاصيل الحكاية وتحدي الواقع «هي والمستحيل»

في الوقت الذي تشعر فيه بعض الفتيات بالسعادة لمجرد إقبالهم على الزواج وترك الدراسة، كان البكاء رفيقها، درست «آمال» حتى الصف الثاني الاعدادي، وتوقفت على استكمال تعليمها بسبب خطبتها ولتحقيق رغبة زوجها: «زوجي مكنش عاوز مراته تكمل تعليم، عاوزها ست بيت»، ولتعلق قلبها بالمدرسة حزنت حزنا شديدا حتى أنها كانت تقف أمام الشباك وتبكي عندما ترى زميلاتها عائدات من المدرسة، ولكنها لم ترض بالواقع المفروض عليها فعملت على قراءة كل شيء يقع تحت يديها، وكتابة مذكراتها، وكان ذلك بمثابة مسكن لحزنها.

استغلال الفرصة لتحقيق الحلم مرة أخرى

نجحت السيدة السبعينية، في استغلال فرصة سفر زوجها للعمل في ليبيا، وذهبت بأوراقها لمديرية التربية والتعليم لتكمل المرحلة الإعدادية، وباشرت دراستها مرة أخرى وحصلت على الإعدادية، إذ كان عمرها حينذاك 38 سنة.

وأثناء انشغالها بحياتها وأطفالها، تفجع بخبر إصابتها بالسرطان، وتفاقم الأمر حتى عجز الأطباء عن علاجها، إلا أن القدر كان له رأي آخر وشفيت تمامًا من ذلك المرض بعد نحو سنتين.

نقطة تحول في حياة «آمال»

كان عودة «آمال» للتعليم مرة أخرى بمثابة طوق النجاة من حزنها الشديد لوفاة زوجها، إذ اقترحت عليها ابنتها استكمال تعليمها، وكانت هذه نقطة التحول في حياتها، فبعد 30 سنة ذهبت مرة أخرى بأوراقها لمديرية التربية والتعليم لدراسة مرحلة الثانوية العامة، وكانت بعمر الـ68 سنة، إذ كان إصرارها دافعًا لقبول أوراقها.

الإصرار والعزيمة لتحقيق حلم الطفولة

وبعد أن كانت على بعد خطوات لتحقيق حلمها، لم يكن الحظ حليف السيدة العجوز، وأصيبت للمرة الثانية بالسرطان أثناء دراستها بالثانوي: «كنت بعيط مش عشان عندي الكانسر، بعيط عشان مش هروح الامتحان»، ولكن بإصرارها وعزيمتها حصلت على 83% في الثانوية العامة، وتحقق حلم الطفولة والتحقت بكلية الآداب قسم اجتماع، ولم ينتهِ بها الأمر عند هذا الحد، فهي الآن تحضر لرسالة الماجستير بعنوان «الحياة الثقافية والاجتماعية للفئات العمرية المتقدمة».