كتب: منة الصياد -
06:44 م | الجمعة 05 فبراير 2021
بقلب امتلأ بالجحود وانتزعت منه الإنسانية ومشاعر الرحمة نحو أقرب الأشخاص له، أقدم شاب ثلاثيني على معاملة والدته المسنة بقسوة وعنف شديدين بناء على رغبة زوجته، حتى اضطرت العجوز صاحبة الـ62 عاما، لترك بلدتها بكفر الزيات بمحافظة الغربية، للانتقال للعيش بمفردها داخل غرفة صغيرة غير آدمية بمنطقة فيصل في محافظة الجيزة، تصارع مرضها بمفردها، لتهتم بحالتها إحدى دور الرعاية.
تمكث السيدة الستينية بمفردها داخل غرفتها غير الآدمية بمفردها فقط، تعاني من إصابتها بمرض القدم السكري: «الست زكية من كفر الزيات وجوزها متوفي وعندها ابن وحيد متجوز، وكان بيعاملها بقسوة وعنف هو وزوجته، لحد ما الأم مقدرتش تتحمل العيشة وسابت البيت، وجت لوحدها القاهرة، واشتغلت فترة بالبيوت لحد ما حالتها ساءت، بتنام في أوضة غير صالحة للعيش تماما في الليل بس، وطول النهار بتطلع تقعد على كرسي في الشارع، لعل وعسى أي حد يساعدها بأي أكل أو حاجة لأنها معهاش حد يرعاها ولا بيهتم بأكلها ولا علاجها».. حسب أحد المسؤولين بالدار، خلال حديثه لـ«هن».
تدهور الحالة الصحية للسيدة الستينية أدى إلى استغاثة الجيران لمحاولة إنقاذها، ومحاولة إسعافها من دار الرعاي:، «روحنا عشان ننقلها وناخدها معانا وإحنا بنركبها عربية الإسعاف اتصلنا بابنها الوحيد عشان ييجي يشوفها أو حتى يحاول يهتم بحالتها، راح شالها معانا وإحنا بنركبها عربية الإسعاف بس، وقالنا محدش يتصل بيا تاني أنا مليش دعوة بيها».
بعد نقل السيدة «زكية» إلى الدار، وفحص حالتها الصحية، تبين إصابتها بالقدم السكري، فضلا عن ظهور عدد من القرح بقدميها، التي أدت إلى صعوبة قدرتها على السير وتدهور الحالة، لتحاول الدار مرارا وتكرارا للاستغاثة بالابن لمساعدة والدته المسنة لكن دون جدوى: «اتصلنا بيه كتير بعد ما نقلناها وحاولنا نقنعه إنه يهتم بوالدته، لكن رفض وفي آخر مكالمة زوجته ردت علينا وقالت لنا إحنا مش عايزينها ولا عايزين نعرف عنها حاجة، ومش هناخدها، ومن وقتها فقدنا التواصل معهم».