رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

عكاز الحياة.. والدة منى تعوض إعاقتها حتى التخرج: اتعلمت تطريز وكروشيه

كتب: منة الصياد -

01:52 م | الأحد 22 نوفمبر 2020

منى منصور

إعاقة لازمتها منذ عامها الثالث، إثر تعرضها لحادث أليم، لتعيش منى منصور، 44 عاما، بجهاز تعويضي، لكن والدتها كانت هي عكازها الحقيقي الذي لا يخذلها مع مرور الزمن، حتى استطاعت بمساندتها ودعمها الدائمين، تحقيق نجاحات عدة والوصول إلى أحلام طالما تمنتها.

"في عامي الثالث تعرضت لحادث، ثم حمى شديدة أدت إلى إصابتي بضمور في عضلات قدمي اليمنى وجزع في يدي اليسرى، وفضلت استخدم جهاز شلل للقدمين لمدة 18 سنة، وبعدين أجريت عملية شد أوتار وتمكنت من استخدام جهاز شلل فردي في قدمي اليمنى".. حسب "منى".

على الرغم من إصابتها الشديدة، إلا أن "منى" أكملت مشوارها التعليمي وتميزت خلاله، بمساعدة والدتها الأمية: "درست آداب تاريخ وآثار مصرية في جامعة الإسكندرية، وبعد التخرج عملت كمدرسة دراسات اجتماعية، وتميزت في شغلي، وأمي لم تيأس أبدًا، كانت دايما بتشجعني على التعلم، ورغم أنها أمية، إلا إنها كانت بتقعد دايمًا معايا وأنا بذاكر وبكتب واجباتي، وفضلت جمبي وبتشجعني لحد ما اتخرجت في الجامعة".

بعد أعوام من النجاحات التي حققتها السيدة الأربعينية بصمود ودعم والدتها، تعرضت لإصابة أخرى في عام 2007، أدت إلى إصابتها بالشلل النفسي على مدار عام ونصف العام، ومن ثم أجريت عملية زرع نخاغ بنجاح، وأصبحت تستطيع تحريك قدمها ويدها.

"بعدها في عام 2010، رجعت شغلي، واستمريت فيه 5 سنوات بنفس التميز في مادتي العلمية، واتعرضت لحادث سيارة بعد فترة، والإصابة أدت إلى إني أخرج معاش عجز في عام 2016، ودخلت في حالة اكتئاب شديدة وعدم استقرار نفسي بسبب قلة دخلي في الفترة دي".

لم تستسلم منى، لحالتها الصحية والنفسية، لتتمرد على واقعها، وتتجه لبداية مشوار حافل جديد، من خلال عودتها لممارسة هوايتها المفضلة مرة أخرى بعد سنوات طويلة وهي "العمل اليدوي".

"أنا البنت السادسة في أسرة مكونة من 7 أبناء، وبسبب إعاقتي كان كل اللي حوالين أهلي بيعارضوا إني أتعلم، لكن والدي صمم إني أدرس، فكنت بتردد على حضانة للمعاقين وظهرت موهبتي في الرسم والنحت بالصلصال، وأختي الكبيرة كانت تقوم بالتطريز في أتيلية بالمحافظة عندنا، واتعلمت منها وكانت رئيسة الورشة معجبة بشغلي وكان عمري لم يتجاوز 10 سنين، ووقتها كانت أمى بتشجعني، لو رسمت تصميم على ورقة، بتحتفظ بيها كأنها كنز، وبعدها اتعلمت الكروشيه من جارة ليا، وبعد كده اتعلمت اللاسية، وأنا في المرحلة الإعدادية بدأت أعمل توك شعر كروشيه، وبابا كان بيساعدني ويجيب لي الخامات وأعملها وبعد كده يبيعها ويديني المكسب، وفي المرحلة الثانوية عملت تابلوه تطريز لبجعة في بحيرة على قطيفة، وبعد كده مدرسة الرسم علمتني شغل اللولي، وعملت شغل كتير اتعرض بالإدارات التعليمية"، وفقًا للسيدة الأربعينية.

جاءت الإنطلاقة الحقيقية لـ"منى" في تقديم أعمالها اليدوية في مرحلة الجامعة، لكنها توقفت لسنوات لانشغالها بدراستها، لتعود بعد سنوات لممارسة عملها المفضل: "خرجت من الاكتئاب بعملي اليدوي، وبقيت اشتغل واعمل تصميمات وإكسسوارات مختلفة كتيرة، واشتركت بأول معرض ليا وأنا في الجبس، وبعد كده توالت مشاركاتي في المعارض الكبرى المختلفة".