رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"الولد الشاطر ماينفعش يدخل صيدلة".. أحمد ووالدته يتحديان الضمور العضلي

كتب: أمنية قلاوون -

09:04 م | الأحد 03 ديسمبر 2017

أحمد سامي مريض ضمور عضلي

كلما مشت أمسك بجلبابها لتحمله، تمسك به وتحمله فوق ساعديها، ليوجعها ظهرها وينهض، تصرف اعتادت على فعله الأم حنان مع ابنها أحمد حتى بعد بلوغه سن 18 عامًا وبلوغها هي سن 38 عامًا، ورغم أنه يشعر بأن ساعديها لم يعد يستطيعا حمله إﻻ أنه ﻻ يملك لها سوى الشكر والامتنان، وبعض الرفض من مساعدة الآخرين له.

في عمر الثلاث سنوات مشى أحمد ولكن قدمه كانت تؤلمه، لكن الأم قررت أن تنتبه لألم الصغير، رغم عدم تشجيع أهل قرية الديسمي بمركز الصف في الجيزة لها "ماهو بيمشي كويس إنتِ بتفولي على الواد ليه"، لم تركن الأم المشغولة على طفلها للكلمات فذهبت إلى المستشفيات وبعد اختبارات الأطباء الذين قالوا لها: "إذا طلع ذكاؤه أكبر من العادي فإبنك عنده مرض نادر اسمه الضمور العضلي الشوكي".

مع كل صباح تستيقظ حنان لتوقظ أحمد من نومه، والتي تسمتر من الساعة الثالثة والنصف صباحًا، وتترك ساعة ونصف له ليستعد، تساعده على النهوض ثم على ارتداء ملابسه التي جهزتها له من المساء، وتحمله على ذراعيها للذهاب إلى المدرسة.

وظل أحمد متفوقًا على أقرانه في المدرسة، حتى الصف الثالث الثانوي، ينظر بعد جلوسه على كرسيه إلى والدته التي تساعده، وإلى طموحه الذي تغير بسبب قوانين الجامعة مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، "كنت جايب 96 بالمائة حتى الجامعة قالولي أنت في الكشف الطبي عندك ضمور، ماينفعش تدخل صيدلة".

رغم سماع صوت عظامه من الألم عند المذاكرة في فصل الشتاء والمبالغ المالية التي دفعونها في دروس الثانوية العامة "الشتاء أصعب بكتير كل يوم بجيب توك توك وأشيله، ده كله راح هدر لما قالولي ابنك جايب المجموع ده إزاي ده أكيد مدارس دمج وأنا أحلف إنها مدارس عادية وعندهم في الاستمارة".

تتذكر والدته ألم حمله يوميًا في صيف العام الماضي لأداء الامتحانات في مدرسته، الظهر المحني من حمله وهي صائمة تصعد به الدرج وصولًا إلى الدور الخامس في مدرسته حتى انتهاء موعد الامتحان، تتكرر هذه العملية يوميًا حتى صمت أرجلها أحرف الدرج خوفًا من انزﻻقها وهي تحمله "كنت بشوف بعيني العمال وماقولهمش ساعدوني علشان عارفة إنه هيضايق".

تبلغ ساعات اليوم 24 ساعة، ولكن مع أحمد الـ24 ساعة، تمر كالثواني، فيقطع وقت للمذاكرة ووقت للاستيقاظ ووقت للذهاب إلى الجامعة، التي لم يصبح لها معنى عنده "حتى لو بقيت معيد مش هتعين لأن عندي ضمور".

الاحتياجات الأساسية والضرورية لشخص طبيعي، تبدو لشخص مصاب بالضمور حُلم يتمناه، بداية من دخول الحمام في الجامعة والذي يتحول إلى كارثة وتغير مكان المحاضرة وانتقالها إلى الدور الثاني كارثة أخرى "الحمام كان مقفول، ومالقناش العامل، سبت أحمد وفضلت طالعة نازلة للعامل، ومرة غيروا مكان السيكشن إلى الدور الثاني شيلنا أحمد أنا وأربعة من زمايله، وبعدين رجعنا نجيب الكرسي علشان أحمد ملقناش مكان مخصص له في القاعة".

ينتقل أحمد بسلاسة في أحلامه، ويقرر تحدي الألم بالسُبل المتاحة له، يذهب إلى وزارة التضامن الاجتماعي للتقديم على "عربة مجهزة" قالولنا المرض مش مدرج في الكشف".

أحمد "الولد الشاطر" الذي يحتاج إلى تشجيع ليكمل تفوقه، وجد طريقه متعثرًا بسبب ألم لم يجنه على نفسه يومًا، بمزيد من التعب يصل هو ووالدته إلى درج لم يعد فيه متاع لهما.