دواء خاطئ قيّد حركة منال يحيى، ثلاثينية، حيث مكثت في منزلها بإحدى القرى، بمحافظة سوهاج، بعد إصابتها بشلل أطفال وضمور بالعضلات، عندما طالتها "نزلة برد".
"وأنا صغيرة جاتلي سخونية شديدة، وارتفعت درجة حرارتي وأخدت علاج غلط، أثر على رجلي، ومش بمشي وأصابني بضمور في رجلي الشمال، فسببتلي إعاقة حركية وشلل نصفي، وكملت تعليمي للمرحلة الثانوية، ومكملتش الجامعة بسبب ظروفي، وأزمتي مع الحركة".. بتلك الكلمات بدأت منال حديثها لـ"هن".
وأضافت: "أمي فلاّحة، وأفكارها محدودة، بالإضافة إلى العامل المادي، وعادات القرية، دي أسباب منعتني عن التعليم الجامعي، وعن الممارسة الطبيعية للعمل، حتى فكرة الارتباط، تأتي بالرفض من أهل العريس لما بيعرفوا بالإعاقة، حتى لو المعاق حاصل على شهادة عليا، وده منتشر جدا في الصعيد".
وتستكمل قائلة: "والزواج مشكلة كبيرة عند المعاقين والمعاقات، وفيه كتير ناس مظلومة وجوازات تتم مش مناسبة فكريا للطرفين، لمجرد يكونوا حياة اجتماعية، ويحققوا روتينية الزواج".
لم تستلم منال لقيد حركتها، تقول: "بخرج من البيت بس أكيد بحدود، والملل بقيت أحس بيه في قوالب، ووجودي بين حيطان البيت سببلي فوبيا، بقيت أخاف وأنا لوحدي، ونفسي أشتغل بأي مرتب".
وتضيف: "فيه ناس كتير بتعامل المعاق على إنه طفل، ودي مش حقيقة، وده أمر مزعج جدا على نفسيتنا، وللأسف مفيش أي تقبل ولا تأهيل نفسي واجتماعي للتعامل مع المعاق، بالإضافة إلى تعامل البعض بوجود الميزة اللي مش عندك وبتتمتع بيها، ولذلك كل المعاقين مش بيثقوا في حد".
"القانون الجديد اللي بيدرسه مجلس النواب للمعاقين، قانون فيه صنوف في منتهى الظلم والتشرد لينا، أنا عندي إعاقة وبالتالي ليا حق في المعاش، يعني مش لازم تشوفنا بنزحف على الأرض عشان المعاش، والاعتراض الإعلامي مالوش إيجابية، وفيه ناس أملها كبير في القانون ده".. بتلك الكلمات تختتم منال حديثها وانتقادها القانون الجديد لذوي الاحتياجات الخاصة.
