رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

"حناء وكُحل" و"حب وزواج".. أسلحة "هدير" في تخطي الضمور العضلي

كتب: أمنية قلاوون -

09:03 م | الأحد 03 ديسمبر 2017

هدير أحمد

يجلس جسدها في تأنٍ وهدوء على كرسي متحرك، يتحول الهدوء إلى صخب أحاطت به روحها، لم ينل جسدها منه قطرة، تزين ذراعها بالحناء، وتمسك إصبع الكحل لتخط حاجبيها وجفنيها، "هدير" تخطت بدعم زوجها وأسرتها ألم الضمور العضلي.

تقف للحظات تصعد الدرج، تجر قدمها لثواني، ثم تتوقف وتمسك قدمها وتتمكن منها، تتمكن من صعود الدرج للمرة الثانية، تنزل على جبينها بعض قطرات العرق، تستمر عملية الصعود للطابق الثاني ربع ساعة وربما إن تعبت وارتفع الطابق وصلت إلى تسجيل رقم أكبر من الدقائق، صعود الدرج أمر مرهق على هدير.

أنهت هدير أحمد، 26 عامًا، المرحلة الدراسية الإعدادية، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعدما ملت من صعود الدرج"كنت بعرج برجلي لغاية لما اتجوزت وبعدين قعدت على كرسي".

الحب الذي أحاطه بها زوجها لم ينضب للحظة واحدة، يصعد بها عند الذهاب إلى الطبيب حاملها على كتفه وظهره"الناس بيقولوا ليه تعمل في نفسك كده" كلمات تستغربها هدير وتبرر تصرفاته "هو آخدني عن حب".

يدها تتمرد على الضعف الذي طاله الضمور، وتبدأ في الإمساك بالكُحل لتخط حاجبيها وعيناها، تلك اليد التي لم تطعها عند حمل ابنها ذا السنة والنصف فتتركه إلى والدة زوجها لتحمله وتهتم به.

هدير أم لأيتين خمس سنوات، ولحبيب الله سنة ونصف، وحامل في شهرها الخامس "كنت الأول بعرج على رجلي، وبعد الحمل قعدت على كرسي متحرك" في مرحلتي الحمل والرضاعة ضعفت عضلات الأم والتي لا تعلم أي مستقبل ينتظرها وينتظر أوﻻدها.

ﻻ تذهب إلى الكثير من الأماكن، وبعض الأعمال المنزلية ﻻ تُلقى على عاتقها، بدعم عائلي للفتاة الثامنة لأبيها وأمها والمصابة بالمرض، والتي تلقى الكثير من التعاطف من الأسرتين، أسرتها وأسرة زوجها "حماتي بتقعد بابني وجوزي بيجيب البنت ويوديها الحضانة".

تقضي الأم وقتها بين بيتها وبيت والدتها، وأكثر ما يصعب عليها هو ترك الكرسي المتحرك والصعود إلى الدرج محمولة على الكتف.

تلقي العلاج الذي حاولت هدير البحث عنه بعد الزواج وحاولت والدتها من قبلها البحث عنه عند أطباء "المخ والأعصاب" هو أمل هدير وأبنائها وزوجها في حياة تعيشها مطمئنة غير منتظرة ملاك الموت يدق على أبوابها في أية لحظة.

الكلمات الدالة