رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"20 سنة معرفش بيت بابا فين" معاناة الفتيات من انفصال الوالدين

كتب: آية أشرف -

09:01 م | الخميس 18 أكتوبر 2018

ضحايا الطلاق

على الرغم من إنه أبغض الحلال عند الله إلا أنه كثيرًا ما يترك خلفه ضحايا، أطفال لا يعلمون مصيرهم، مثلهم "ككرة ثلج" التي تتثاقل مع الوقت، تتكون لديهم العديد من المشاكل لا تنتهي، وتتزايد مع مرور الوقت، فمنهم من يتخطى هذا الحاجز النفسي الذي يتركه الطلاق، ومنهم من لا يستطيعون تخطيه، فيظل ملازمهم طيلة حياتهم، أمثلة كثيرة خلَّفها الانفصال، لم يستطيع الزمن أن يداوي جروحهن.

"هن" تواصلت مع مجموعة من الفتيات ممن عانين من مشاكل انفصال والديها عن بعضهما البعض.

"20 سنة معرفش بيت بابا فين.. كبرت وكل ما بدخل علاقة عاطفية بتبوظ لأني مشوفتش قدامي مثال أقلده" هكذا عبرت "د. محمود" عن معاناتها من انفصال والديها، قائلة "كنت طفلة صغيرة 6 سنوات، وأخويا أصغر مني بـ3 سنين، لم نكن نعلم ماهو الانفصال".

مرت السنوات وكبرت الطفلة حتى أصبحت فتاة عمرها 26 عاما قضت 20 منها بعيدا عن والدها فلم يعد بجانبها الأب الذي تلجأ إليه كلما أرادت، بل أصبح شخصا غير متاحا إلا بمواعيد.

وأشارت الفتاة، إلى أن والدها لم يهتم بها هي وشقيقها بقدر ما اهتم بنفسه، فقد تزوج من أخرى، وأنجب منها وأصبح لا يقابلها هي وشقيقها سوى مرات محدودة جدا في منزل العائلة حتى لا يعرفوا المكان الذي يعيش فيه مع زوجته.

"كبرت أنا وأخويا وبقينا في سن المراهقة واحتاجنا بابا.. لكن قالنا مش عاوز مشاكل مع مراتي التانية وأهلها".

وأكدت الفتاة خلال حديثها لـ"هن" أنه مع مرور السنوات أدركت غياب والدها الأمر الذي دفعها لمحاولة التواصل معه، وكسر الحاجز النفسي، فطلبت منه عنوان منزله كي تقضي معه بعض الأوقات، ولكنه صدمها برده "بصراحة مش عاوز مشاكل مع مراتي التانية فبلاش تعرفوا عنوان بيتي"، موضحة أن وسيلة الاتصال الوحيدة التي تجمعها بوالدها هو رقم هاتفه.

ولفتت الفتاة، إلى أن انفصال والديها خلق لديها أزمة كبيرة فيما يخص الارتباط والزواج، حيث تقدم شاب للزواج منها ولكنه تراجع عن تلك الخطوة عندما علم بانفصال والديها: "قلت لبابا أنا عندي أزمة بسببكم قالي لا أنتي زي الفل مفيش حاجة".

وتستمر المعاناة من انفصال الوالدين فتقول "أماني": "مكنتش متعقدة من طلاق أمي لحد ما جوزي قالهالي إنتي تربية مطلقة"، هكذا سردت السيدة أماني صاحبة الـ35 عاما، ما جنته من طلاق أبيها وأمها منذ 30 عاما، حيث كان عمرها وقتها 5 سنوات ودائما ما كانت تشاهد خلافات والدها مع والدتها وارتفاع صوتهما ما بين تراشق الكلمات والإهانات، حتى انتهى الأمر بوجودها وحدها مع والدتها دون أبيها، وتحول الوالد من أب ملازم لطفلته لضيف خفيف يزورها مرة أسبوعيا، للحديث معها وعن حياتها بضع ساعات، لتنتهي الزيارة وتستعد "أماني" للزيارة القادمة.

أضافت السيدة خلال حديثها لـ"هن" أن أبيها أصبح له حياة أخرى حيث تزوج وكون أسرة، ولكنه لم يبتعد عنها، فأصبحت زوجته صديقة لوالدتها، كما توطدت علاقته مع والدتها فأصبحا يتعاملان كأصدقاء، الأمر الذي لم يؤثر على حياتها قط، حتى تزوجت وبدأت تظهر لديها مخاوفها من الانفصال وأن تسير على نهج والدتها.

وتضيف أماني: "تهديدات جوزي بالطلاق عملتلي عقدة لحد ما اتطلقنا فعلا"، مشيرة إلى أن زوجها لم يعترض في البداية على ظروفها، إلا أنه مع نشوب أول خلاف بينهما كان يهددها بالطلاق قائلة: "كل كلمة يقولي عليا الطلاق ما هيحصل كدة وبقيت أوقع اليمين".

وتابعت: "كسرت الحاجز النفسي أخيرا وأسقطت اليمين هروبا من تهديداته، حتى أتخلص من عقدتي نهائيا، وأصبحت بالفعل مطلقة، متابعة "قالي قبل كده إنتي تربية مطلقة".