رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

مطلقات وأرامل بـ"دبلة الزواج": المجتمع هو السبب

كتب: روان مسعد -

02:41 م | الثلاثاء 04 سبتمبر 2018

دبلة

كانت "دبلة" الزواج هي الملجأ لبعض المطلقات والأرامل، وجدن فيها الحل الأمثل لمعالجة نظرة المجتمع التي لا ترحم، وربما فيها رد فضول بعض المقربين عن معرفة تفاصيل الحياة الشخصية، بل كانت هي الأمان المطلق الذي يصد "الأشكال الضالة" قبل أن تصل إلى فريستها "المطلقة"، "هن" تواصل مع بعض السيدات اللاتي رفضلن خلع الدبلة رغم كونهن "سينجل"، واطلع على الأسباب.

تبلغ دينا مجدي من العمر 27 عاما، مطلقة وتعمل مدرسة لغة إنجليزية، وبحكم عملها تذهب لمراكز الدروس الخصوصية، وكانت تتعامل بتلقائية كمطلقة لكن تغير الحال واضطرت تترك عملها، تقول دينا، "أبسط حاجة لما صاحب السنتر عرف اني مطلقة بدأ يغير معاملته معايا، وانتي نفسيتك مش زي الأول، تعالي أخرجك انتي وابنك، طيب نعمل رحلة ونتفسح"، المضايقات المستمرة التي تعرضت لها دينا جعلتها تترك الشغل، فقررت حينها ارتداء الدبلة، لأنها أصبحت، "ستر عن عيون الرجالة اللي فاكرني مطلقة وسهلة".

أصبح البديل هو إخفاء أمر طلاقها عن كل غريب تقابله، وبسبب طمع الرجال فيها كسيدة مطلقة، "خسرت ناس كتير فاكرين أن كل شيء مباح بعد الطلاق، واحد زميلي بيقولي عايز دروس إنجليزي تعالي نخرج وعلميني"، هكذا وجدت دينا أمانها في ارتداء الدبلة، 8 شهور مطلقة أهدتها للحل الأمثل الذي جعلها تبدأ تعمل مرة أخرى بحرية أكثر، لم تعف الزواج لكنها ترى أن زواج الصالونات من رجل يعرف ظروفها وأنها لديها طفل، أفضل من قصص الحب المزعومة.

 

"بوقف حالي" هكذا تلخص سها محمد سبب ارتدائها الدبلة باستمرار حتى بعد الطلاق، رغم أنها تتعامل مع الناس مثل "العسكري"، إلا أن نظرة المجتمع تلاحقها دوما فقد تعرضت لمعاكسات أكثر من مرة وهي متزوجة وهي حامل، فكيف يكون الأمر بعد الطلاق، لذا تخفي سها خبر طلاقها عن الغرباء وتكتفي بإخبار الأهل والأصدقاء، "محدش يبصلي نظرة طمع أو يفتكر اني سهلة"، خاصة وأن سن سها صغير 32 عاما، يجعلها مطمع للكثير ممن يبحث عن فتاة للتلاعب بها، "أنا عارفة ان غلط اقول اني متجوزة لسه بس انا ضامنة نفسي ومش ضامنة اللي قدامي، الناس نظراتهم زفت لبعضهم".

 

 

ترتدي سمر محمود دبلة الزواج، رغم وفاة زوجها منذ ما يزيد عن عامين، فهي ترى فيها حماية من المجتمع الذي تعيش فيه، ترتديها بشكل مستمر في العمل وخارجه وفي المنزل، ورغم طلب بعض أصدقائها منها بالكف عن ارتدائها إلا أنها ترى فيها ضرورة، "الدبلة دي بتمنع بلاوي، أول ما حد يعرف إنك مطلقة أو أرملة بتبقي بالنسباله صيدة سهلة"، هكذا تحاول الفتاة التي تبلغ من العمر 28 عاما، الحفاظ على نفسها من شرور المحاوطين بها.

لدى سمر طفلين صغار، ورغم ظهورها بهما في معظم المناسبات العائلة وبين الأصدقاء، يتقدم لخطبتها عرسان كثر، وحينها يتلاشى السبب الأساسي الذي ترتدي له دبلة الزواج، "معظم الرجالة مش بياخدوا بالهم، بس دول نيتهم بتبقلى كويسة، الدبلة بقى بتحميني من الأشكال الضالة"، سنها الصغير وتمتعها بقدر من الجمال يجعلها مطمع من الجميع، ومتاحة، خاصة وأنها تعمل في مجال "الإعلام" الذي يفرض عليها الاختلاط بمستويات وعقليات متنوعة.

 

 

لـ"كريمة أحمد" قصة مختلفة قليلا، فهي رغم طلاقها منذ 3 سنوات لا تزال ترتدي الدبلة فبناتها اللاتي تبلغن من العمر 15 و13 سنة يحرجن من أن والدتهن مطلقة، "عشان مكسفهمش قدام صحابهم اني مطلقة بناتي كبار، ده غير اني بروح لوحدي كل حتة عند بتاع الخضار والميكانيكي والسوبر ماركت، والناس مبترحمش لازم تسأل هو الوالد فين فالدبلة دي حماية ليا ولبناتي"، الرد دوما جاهز بسفر الأب، والدبلة في الشمال ترد على فضول الناس الزائد، "في ناس حشرية بتحاول تقتحم حياتي لازم يقفوا عند حدهم".

تذهب السيدة الثلاثينية للمحكمة لمتابعة مستحقاتها هي وبناتها بعد الطلاق، ولم يتركها موطفين المحكمة كذلك، فهي لم تكف عن استقبال تلك المضايقات كانت أبرزها حينما صمم أحد المحضرين توصيلها بالسيارة في كل مرة تحصل فيها على النفقة، حتى وجدها ترتدي الدبلة فكف عن المضايقة، "قلتله اتجوزت تاني انا بروح عشان مصاريف مدارس البنات"، جميع معارفها وأقاربها يعرفون بطلاقها، وهي لا تخشى عدم الزواج مرة أخرى فأهم ما يشغل بالها حاليا هو بناتها، والحفاظ عليهن.