رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

من أرشيف الحوادث| أم تنتحر في مكان موت ابنها

كتب: روان مسعد -

04:37 م | السبت 25 أغسطس 2018

صورة أرشيفية

كان هو آخر فرحتها، اختلف حسام عن أخواته الأربعة، فقد كان أكثرهم تفوقا فأصبح الأول على الثانوية العامة بمجموع 98%، حيث كان في فصل المتفوقين، واتفق مع والدته على الالتحاق بكلية الطب، والتفوق فيها كما وعدها دائما، كان يجهز كل شيئ للكيلة في الصيف استعدادا لهذا العمل الشاق الذي ينتظره، وفجأة وما لم تحسبه الأم، مات حسام في حادثة سيارة مسرعة.

لم تستطع الأم فاطمة أحمد عبدالحميد، 58 سنة، احتمال تلك الكارثة، فلم تزرف الدموع فور علمها بوفاة ابنها، ودخلت في غيبوبة لمدة يومين، وبدأت تتردد على نفس المكان الذي مات فيه ابنها، وكانت تقول لأخوته بأنها تسمع صوته يناديها وتريد أن تقابله كل يوم "عايزة أشوف ابني"، فحاولت الانتحار بالقفز في نيل حلوان بنفس شارع وفاة نجلها، لكن المارة أنقذوها واتصوا بأهلها كي تعود للمنزل سالمة، وفق ما نشرت جريدة الدستور في 6 إبريل 2005.

مضى عامان على الحادث ولا تزال الأم تتذكر كل التفاصيل بحزن أكبر، فشلت محاولات أبنائها الثلاثة في التخفيف عنها، ظل الاكتئاب وسيطرة فكرة الانتحار تنهش رأس الأم، فكررت محاولة الانتحار، سارت من نفس الطريق الذي شهد موت ابنها، ألقت بنفسها في النيل فاصطدمت بحجر ثم غرقت.

بدأت جثة الأم في الظهور بعد أسبوعين من الحادثة أسفل كوبري عباس، ولوجود جرح في الجبهة، وملابس ممزقة تم تعيين فريق بحثي لكشف غموض الحادث، تم انتداب هشام سكر وكيل نيابة حوادث جنوب الجيزة، لبيان سبب الوفاة، فأشار التقرير إلى أن الجرح القطعي بالرأس لا يسبب الوفاة، التي حدثت نتيجة إسفكسيا الغرق، وأن الملابس الممزقة كانت بسبب الشد والجذب عندما حاولت الأم النجاة من الغرق دون جدوى.

في البداية لم تتطابق مواصفات الأم المنتحرة مع بلاغات الاختفاء التي تلقتها الأقسام في هذا الوقت، لكن فور سماع أبناءها الثلاثة بخبر العثور على جثة مجهولة في النيل، انتقلوا لمشاهدة الجثة التي كانت بالفعل لوالدتهم، ونفوا وجود شبهة جناية في الحادثة، وأكدوا أن والدتهم لم تكن مستقرة نفسيا بعد وفاة أخيهم الرابع.