رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أرشيف الصحافة| قصة "التوربيني".. سفاح اغتصب وقتل 32 طفلا وغموض حول اعترافاته

كتب: روان مسعد -

07:17 م | الثلاثاء 07 أغسطس 2018

التوربيني

منذ ما يقرب من 11 عاما، ذاع صيت رجل يدعى "التوربيني"، اختلفت الآراء حول سبب تسميته، فهو إما بسبب حبه لقطار "التوربيني" الذي نفذ جرائمه على سطحه تارة، أو بسبب أنه جرى اغتصابه لأول مرة على يد رجل يدعى "التوربيني" وهو في الـ12 من عمره، قصة "التوربيني" أشبه بالأفلام الأمريكية التي صنعت خصيصا للسفاحين، هكذا هزت قصته المجتمع المصري والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، فقد اتهم بعدة قضايا لها علاقة بأطفال الشوارع.

32 طفلا هو مجمل ضحايا "السفاح" كما وصفه الإعلام وقتها، وكانت الصدفة هي ما أهدت للكشف عن أكبر عصابة لقتل واغتصاب الأطفال في القرن الـ21، ويعود تاريخها إلى نوفمبر 2007، حينما شنت الشرطة والجهات الأمنية حملات موسعة على مناطق المشردين وأطفال الشوارع وأوكار العصابات، وأماكن تجمع تجار المخدرات، فألقت القبض على "بؤه"، أحد أفراد عصابة "التوربيني" أثناء فراره من زعيم عصابته والاختباء منه، وعندما سألت الشرطة عن سبب فراره بدأ في الحديث بأنه أسقط حمل زوجة "التوربيني" عرفيا وتدعى "عزة بربش"، وأنه كان على علاقة غير شرعية بها، وعندما علم التوربيني بهذا الأمر قرر الانتقام منه، لكن "بؤه" فر هاربا، بحس ما ذكرته جريدة الجمهورية.

كان سبب شن الشرطة لتلك الحملات الموسعة، هو العثور على أشلاء ثلاثة أطفال في مناطق متفرقة من الجمهورية إحداها في سكك حديد طنطا وأخرى بسكك حديد الإسكندرية، والأخيرة في مترو شبرا الخيمة، بجمع الخيوط تبين أن الثلاثة أطفال أعمارهم صغيرة، ووجدوا جثث أو هياكل عظمية في أنفاق القطارات، ما دعم شكوك رجال الأمن بوجود عصابة خلف تلك الجرائم، كثفوا البحث فوجدوا 12 جثة لأطفال قتلت بنفس الطريقة وفي أنفاق القطارات.

أثناء التحقيق مع "بؤه" في شبرا الخيمة وكان حينها طفلا عمره 16 عاما، تم إلقاء القبض على محمد عبد العزيز السويسي الشهير بـ"السويسي"، في طنطا والذي اعترف بدوره عن تفاصيل أخرى تخص جرائم العصابة، وبنصب الكمائن وتكثيف وجود الشرطة عند الأماكن التي يتردد عليها "التوربيني" أو رمضان عبد الرحيم منصور 26 سنة، تم إلقاء القبض عليه، ثم ألقوا القبض على باقي أفراد العصابة وهم "حناطة"، و"بزازة"، و"الجزار"، وكشفت تحريات المباحث عن عدة مفاجآت ووقائع في قضية "التوربيني".

تولت نيابات طنطا التحقيق في قضية "التوربيني"، رقم 33304 جنايات طنطا لسنة 2006، وبمواجهة التوربيني ومساعديه "بؤه" و"السويسي"، اعترف بجرائمه، أرجع بعض أطباء النفس والمحللين إجرامه بأنه عاش طفولة قاسية، وهي نفس الأقوال التي اعترف بها مساعدوه، فقال أحدهم بإنه يعاني عقدة جنسية، لأنه خرج لمساعدة أهله في مصاريف المنزل، وعمل في كافيتريا السكة الحديد في طنطا، وكان يعمل لدى رجل ظالم يدعى "عبده توربيني" استعار منه لقبه فيما بعد أخذ أمواله ورفض إعطائه أي حقوق وعند إلحاح رمضان عليه بأن يأخذ حقه، صحبه الرجل في جولة بالقطار واغتصبه، وألقاه فسقط الصغير وكان حينها عمره 12 عاما لكنه لم يمت، حدثت له عاهة مستديمة في عينه وأصبح أحول، بالإضافة إلى إصابات شديدة في البطن والرجل، وأخد يعالج رمضان لمدة شهر في المستشفى بعدها عانى الحزن والاكتئاب والانطواء، قبل أن يقرر الانتقام من المجتمع وأطفاله.

 

اختار "التوربيني" ضحاياه بحيث لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما، وكانت عصابته تتخير له أطفال حسب ما يريد وتوقع بهم، فقد ترأس عصابة من الأطفال والمراهقين أكبرهم 18 عاما، وخلال التحقيقات أرشد "التوربيني" عن مكان 17 جثة أخرى بينهم ثلاث فتيات، وكانت في 7 محافظات من الجمهورية، معظمها تم إلقاءها من قطار التوربيني المفضل لزعيم العصابة حيث به مكان منخفض وهي غرفة التكييف، حيث "التسطيح" المناسب، وبينما يجلس رواد القطار بالأسفل كان هو يغتصب الأطفال ويلقي بهم من أعلى القطار.

اعترف "التوربيني" بأنه اغتصب 32 طفلا على سطح قطارات "التوربيني" بعد إقناعهم بأنه يأخذهم في نزهة، فيعتدي عليهم بقسوة ثم يلقيهم، ليلقوا مصرعهم في أنفاق القطارات، واعترف كذلك بأنه اغتصب بعضهم في أماكن أخرى بعيدة عن القطارات، ولكن بعد تنفيذ الحكم خرجت جرائد مثل الوفد وصوت الأمة، بتحقيقات وتصريحات على لسان والدة "رمضان"، ومحامين بعض الأطفال الضحايا تفيد بأن رمضان لم يرتكب كل تلك الجرائم التي اعترف بها، بسبب إصابته بـ"تخلف عقلي" بعد وقوعه صغيرا، وقالت والدته إن ابنها منطو وطيب و"مستحيل يعمل كدة"، ما وضع مزيدا من الغموض والغرابة على واحدة من أشرس قصص عصابات الأطفال في مصر.

وأصدرت محكمة جنايات طنطا حكمها على "التوربيني" ومساعده الأول، "حناطة"، بالإعدام شنقا، بتهمة استقطاب أطفال الشوارع، واغتصابهم وقتلهم عمدا مع سبق الإصرار والترصد، في 26 يناير2009، وتم تنفيذ الحكم في 16 ديسمبر 2010، وقضت بمعاقبة مؤمن عبد المنعم شحاتة، وشهرته مؤمن الجزار بالسجن المشدد 25 عاما، وكذلك معاقبة ثلاثة متهمين آخرين بالسجن المشدد 15 عاما وهم، محمد شعبان وشهرته "السويسي"، وسمير عبد المنعم وشهرته "بؤه"، وحمادة معروف وشهرته "بزازة" كما قضت المحكمة بإحالة المتهم إبراهيم شعيشع لمحكمة الأحداث بسبب حداثة سنه.