تمتلئ الصحف بالحوادث التي حدثت على مر التاريخ، وكان بعضها أشبه بالقصص الخيالية من شدة تفاصيلها المؤلمة، وجاءت إحدى تلك الحوادث في صحيفة الأحرار بعددها الصادر 14 نوفمبر 1998، حيث كانت نسمة على موعد مع زميلاتها لزيارة صديقتهن في المستشفى، استأذنت والدتها وذهبت إلى المكان المتفق عليه أمام إحدى كازينوهات ميدان التحرير بوسط البلد.

وفي الوقت الذي وقفت فيه الفتاة العشرينية، بنظراتها الحائرة، تبحث عن صديقاتها لمقابلتهن، كان على الجانب الآخر من الشارع يصطف 4 شباب تجمعوا للاحتفال بقدوم صديقهم "محمد" من أسوان، والذي يعمل بإحدى شركات الموانئ، حيث وقعت أعينهم على الفتاة، فتعقبوها بكلمات الغزل، لم تعترض واستجابت لهم بإيماءة، فشجعلتهم على طلب توصيلها بالتاكسي الذي يمتلكه أحدهم "سمير"، فوافقت على الفور.

استقلت "نسمة" التاكسي مع الشباب، وحينما مر المكان المتفق عليه أن تنزل فيه، استشعرت الخطر بأن الأمر لم يتوقف على حد كلمات الغزل، فسرعان ما تعالت صرخاتها، لكنهم استطاعوا تكميم فمها بفوطة التاكسي، ووثقوا يدها بالحبال حتى وصلوا إلى شريط السكة الحديد.

ظلام دامس يعم المكان المجاور لشريط السكة الحديد، لذا كان الاختيار المناسب للشباب الذين اقتادوا الفتاة إلى هناك، وتناوبوا على اغتصابها 21 مرة لمدة 6 ساعات احتجازها خلالها، ثم فروا بعد ذلك هاربين.

وحسب الجريدة، مع ضوء النهار لملمت الفتاة ملابسها وذهبت إلى مأمور قسم شرطة السلام، وقصت عليه تفاصيل الواقعة، وما هي إلا ساعات قليلة حتى ألقي القبض على "محمد"، أحد المتهمين الذي اعترف بالجريمة وأدلى بأوصاف زملائه وألقي القبض عليهم، وأمر رئيس نيابة السلام آنذاك، معتصم البرديسي، بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق.