أمي.. حين تجتمع معاني الحنان، الرحمة، الإيثار، الحب، تكون أمي هي من دفعتني أنا وإخوتي منذ الصغر.

أن نحلم، نصنع أحلامنا ونحققها، خلقت الطموح بداخلنا، لم يعرف اليأس طريقًا يومًا لقلوبنا بفضلها، لم نستسلم يومًا لإحساس بفشل لأنها بجوارنا، كانت ولازالت أول الداعمين لنا، دائمًا تدفعنا للأمام، تدعمنا وتوجههنا دائمًا، أمي طبيبة لم يشغلها طموحها ونجاحها العملي عن الاهتمام بنا، كانت معنا تتابع تفاصيل حياتنا في كل مراحلنا العمرية، لقد درست في طفولتي في إحدى مدارس الراهبات، علمتني أمي كيف أحترم معلمتي الراهبة، كيف أعتبرها قدوةً ومثلاً أعلى، غرست بداخلي قيم قبول الآخر وإننا جميعًا أبناء وطن واحد.. أشقاء.. نحب وطننا ونعمل معًا يدًا بيد.

ساندت أمي أبي العظيم بكل قوة حين كان بطلاً محاربًا في حرب أكتوبر المجيدة، وقفت إلى جوارة وساندته، روت لي ولأخوتي بطولاته وبطولات الجيش المصري، غرست فينا قيم الوطنية والتضحية بالروح فداءً للوطن.

حين تمرض أمي يتوقف العالم من حولي، أتخيل كيف تتحمل تلك السيدة القوية متاعب الحياة صامدةً قوية حتى في مرضها لاتتوقف عن مساندتنا ودعمنا.

أمي طبيبة لم يشغلها طموحها العملي وبناء مستقبلها عن مسؤولياتها كأم، علمتني كيف أوفق بين مسؤولياتي كأم يقع عليها مسؤولية تنشئة جيل متعلم منتج محب لوطنه، وبين مسؤوليتي كإمرأة عاملة تتحمل مسؤولية تجاه وطنها الحبيب مصر.

علمتنا أن المرأة تستطيع النجاح وتحقيق التوازن، أمي هي امرأة مصرية عظيمة، كسائر الأمهات المصريات، عظيمات، مضحيات، مُنتجات، عاملات، يعشقهنّ وطنهنّ، في عيدها أقول لها دمتي لي يا أمي بصحة وخير وسعادة.

دمتي حنانًا لاينتهي أقول لكل أم أنتِ الأهم، أنتِ السند، أقول للأم المصرية ستظلي تضربين أروع أمثلة الوطنية، سيظل تاريخك الحافل محفوظًا تتذكرة الأجيال، سنتذكر بفخر لحظة تبرعك بجنيهات بسيطة أو بقطعة ذهب هي كل ماتملكين في الحياة لتنمية بلادك، أقول لكل ابن وابنه قبلوا رأس أمهاتكنّ فهنّ الجنة على الأرض.