كتب: سامية الإبشيهي -
08:59 م | الخميس 17 أبريل 2025
طقطقة المفاصل من الظواهر الشائعة التي تواجه العديدين في مختلف الأعمار، وتثير تساؤلات حول طبيعتها وأسبابها، ففي حين يعتبرها البعض حركة جسدية طبيعية لا تدعو للقلق، إلا أن هناك من يربطها بوجود مشكلات صحية خطيرة مثل خشونة المفاصل أو ضعف الغضاريف، وتظهر هذه الأصوات عادة عند ثني الركبة، أو تحريك الكتف، أو حتى عند فرقعة أصابع اليد، ما يجعل البعض يشعر بالانزعاج أو الخوف من وجود خلل داخلي.
ورغم أن الكثيرين يعتبرون طقطقة المفاصل مجرد ظاهرة طبيعية أو عادة يومية غير مؤذية، إلا أن وراء هذه الأصوات العديد من الأسباب التي قد تكون بسيطة أو تشير إلى مشكلات صحية أكبر، وتثير هذه الظاهرة التساؤلات، خاصة عندما تصاحبها آلام أو تصبح متكررة، وفي تصريح لـ«الوطن»، قال الدكتور وائل لطفي، أخصائي العظام والمفاصل، إن طقطقة المفاصل أو كما يُطلق عليها البعض فرقعة المفاصل، ليست دائمًا أمرًا طبيعيًا كما يظن البعض، بل قد تكون مؤشرًا مبكرًا لمشكلة صحية تستدعي التدخل الطبي، وأشار إلى أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى ظهور هذا الصوت، وتتفاوت ما بين البسيطة والخطيرة، موضحًا أنه لا بد من التعامل مع كل حالة بناءً على تشخيص دقيق.
وقال إن أبرز الأسباب تشمل:
تمزق الغضروف الهلالي، من أكثر إصابات الركبة شيوعًا، ويحدث غالبًا بسبب التواء مفاجئ أو ممارسة رياضة عنيفة، ويصاحبه ألم، وتورم، وصوت طقطقة.
التهاب المفاصل، ويحدث نتيجة تآكل المادة الزلالية بين المفاصل، مما يسبب احتكاكًا مؤلمًا وفرقعة مستمرة.
السمنة المفرطة، وقد تؤدي إلى ضعف العضلات وزيادة الضغط على المفاصل، وبالتالي صدور صوت الطقطقة.
التمارين العنيفة والحركات الخاطئة، خاصةً عند القفز أو تحريك المفصل عكس اتجاهه الطبيعي.
وجود تكلسات أو التهابات أو فقاعات غازية داخل السائل المفصلي.
أوضح أخصائي العظام والمفاصل أن المفاصل في الجسم تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
المفاصل الليفية عديمة الحركة كالموجودة في الجمجمة.
المفاصل الغضروفية ذات حركة محدودة مثل مفاصل العمود الفقري.
المفاصل الزلالية الأكثر انتشارًا، وتتميز بحرية الحركة وتعد أكثر عرضة للإصابة.
أكد الدكتور وائل أن هناك علامات يجب عدم تجاهلها إذا صاحبت طقطقة المفصل، مثل:
الألم المستمر أو المتكرر.
تورم أو احمرار.
كدمات ظاهرية حول المفصل.
تيبس بعد الاستيقاظ أو فقدان القدرة على الحركة.
تطور صوت الطقطقة إلى فرقعة صاخبة.
طرق التشخيص الدقيقة
شدد «لطفي»، على أن التشخيص يجب أن يتم وفق خطوات مدروسة تشمل:
الفحص والتاريخ المرضي.
استخدام الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي.
في بعض الحالات يُلجأ إلى المنظار المفصلي أو التصوير بالصبغة.
أوضح أخصائي العظام والمفاصل أن العلاج لا يتم لصوت الطقطقة بحد ذاته، بل لعلاج السبب الكامن وراءه، ومن أبرز طرق العلاج:
فقدان الوزن لتخفيف الضغط على المفاصل.
العلاج الطبيعي لتقوية العضلات وتحسين مرونة المفصل.
المسكنات أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتقليل الألم والتورم.
العلاج الحراري أو بالتبريد لتسكين الأعراض.
تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة أو حمل أوزان دون إحماء مسبق.
اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين D لتقوية العظام.
واختتم الدكتور حديثه مؤكدًا، أن طقطقة المفاصل ليست دائمًا خطرًا، ولكن إهمال الأعراض المصاحبة قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، والكشف المبكر والعلاج المناسب هما السبيل لتفادي مضاعفات مؤلمة قد تصل إلى مرحلة الجراحة.
