رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

مرض نادر يهدد الكلى وينتقل من الفئران للطعام.. «تعرف عليه»

كتب: سامية الإبشيهي -

06:04 م | الأربعاء 09 أبريل 2025

حمى الفأر

تُعد حمى الفأر من الأمراض الخطيرة النادرة التي لا يعرف عنها الكثير، رغم كونها قد تكون قاتلة في حال التأخر في التشخيص والعلاج، وتصنفها منظمة الصحة العالمية كنوع من الحمى النزفية المصحوبة بمتلازمة كلوية، وتنتقل عبر فضلات أو لعاب القوارض الملوثة للطعام، وحذر الأطباء من تجاهل أعراضها، مؤكدين أن الكلى هي أكثر أعضاء الجسم تضررًا.

أسباب الإصابة بـ حمى الفأر

ينتج المرض عن الإصابة بفيروس ينتمي لعائلة الـHantavirus، وهي فيروسات تنتقل إلى الإنسان من خلال التعرض لفضلات، بول أو لعاب القوارض، خاصة الفئران والجرذان وتحدث العدوى في أغلب الأحيان عند ملامسة أسطح أو تناول أطعمة أو استنشاق جزيئات هوائية ملوثة بمخلفات تلك القوارض.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الفيروس لا ينتقل من إنسان إلى آخر، بل يحتاج إلى وسيط، وغالبًا ما يكون فأرًا منزليًا أو بريًا تسلل إلى بيئة الإنسان.

كيف تهاجم الفئران منازلنا؟

الدكتورة آنا سوبونيا، الباحثة في علم الأحياء، أكدت في تصريحات لصحيفة «إزفيستيا» الروسية، أن أكثر ما يجعل حمى الفأر خطيرة هو أنها لا تظهر فورًا، وتنتقل بطريقة خفية، إذ تقول إن الفئران غالبًا ما تتسلل إلى المنازل عبر الفتحات الصغيرة، وعندما تتواجد في المطابخ أو المخازن، تترك فضلاتها ولعابها على الأطعمة أو الأسطح دون أن يشعر أحد.

وأضافت أنه عندما يجف البول أو البراز، يمكن أن يتحول إلى جزيئات دقيقة تنتشر في الهواء وتُستنشق، وهو ما يجعل العدوى محتملة حتى دون لمس مباشر.

الأعراض الصامتة والمميتة للمرض

أعراض حمى الفأر تشبه في بدايتها نزلات البرد أو الإنفلونزا، ما يجعلها خادعة ومضللة، وتبدأ الأعراض عادة بعد أسبوعين من التعرض للفيروس، وتشمل:

  • ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة
  • آلام شديدة في الرأس والعضلات
  • قشعريرة وتعب عام
  • مشاكل في الرؤية
  • غثيان وقيء

ومع تطور المرض، تظهر أعراض أكثر خطورة، منها:

  • انخفاض ضغط الدم بشكل حاد
  • تورم مفاجئ في الوجه
  • قلة التبول أو انعدامه
  • فشل كلوي حاد
  • نزيف في بعض الحالات

ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، يمكن أن تصل نسبة الوفيات في الحالات الشديدة إلى 15%، إذا لم يتلق المريض الرعاية الطبية العاجلة.

الكلى أول الضحايا

في تقرير مفصل صادر عن منظمة الصحة العالمية، تم تصنيف المرض ضمن الحمى النزفية المصحوبة بمتلازمة كلوية، وهي مجموعة من الأمراض الفيروسية التي تسبب تلف الكلى بشكل مفاجئ.

وأكد التقرير أن الفيروسات المسببة لهذا النوع من الحمى تنتقل فقط عبر القوارض، ولا يوجد حتى الآن أي دليل على انتقالها من إنسان لأخر.

وأوضح التقرير أن الفيروس يهاجم الكلى تحديدًا لأنه يتكاثر في الخلايا البطانية الدقيقة للأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تسرب السوائل، تورم، وفي بعض الأحيان فشل كلوي تام.

طرق الوقاية والعلاج الفعال

رغم خطورة حمى الفأر، إلا أن الوقاية منها بسيطة وفعالة إذا تم اتباع التعليمات بدقة، وتنصح منظمة الصحة العالمية بالآتي:

منع دخول القوارض للمنزل عبر سد الفتحات وتخزين الطعام في أوعية محكمة.

  • التنظيف الآمن.. يجب ارتداء قفازات في أثناء التنظيف، وتجنب كنس أو تنظيف المناطق التي تحتوي على فضلات جافة بطريقة تؤدي إلى انتشار الجزيئات في الهواء.
  • استخدام المطهرات.. يوصى باستخدام مطهر قوي مثل الكلور لتنظيف الأسطح الملوثة.
  • تجنب تناول الطعام المكشوف أو الذي يُترك في أماكن غير نظيفة.

أما عن العلاج، فلا يوجد دواء محدد مضاد للفيروس حتى الآن، لكن الرعاية الطبية السريعة والداعمة مثل السوائل الوريدية، والأدوية المدرة للبول، والمراقبة الدقيقة لوظائف الكلى، قد تنقذ حياة المصاب.

أخطر ما في المرض

وفي هذا السياق قال الدكتور إسلام رشاد في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن أخطر ما في حمى الفأر هو تأخر التشخيص، مضيفا أن المرض يُعامل في البداية على أنه نزلة برد أو تسمم غذائي، ثم تظهر المضاعفات فجأة على الكلى، ويُصاب المريض بتسمم دموي أو فشل كلوي دون مقدمات.

وكثير من الحالات تصل متأخرة جدًا إلى المستشفى، ويكون الفيروس قد دمّر جزءًا كبيرًا من وظائف الكلى، وفي بعض الأحيان نضطر للغسيل الكلوي.

وحذر الدكتور رشاد من انتشار الظاهرة في المناطق الريفية أو الأماكن العشوائية التي تفتقر إلى النظافة والصرف الصحي المناسب، مؤكدًا ضرورة رفع الوعي المجتمعي حول خطورة الأمر.

سبب تسمية المرض بـ «حمى الفأر»؟

تسمية المرض بحمى الفأر، جاءت بسبب العلاقة المباشرة بين القوارض وانتقال الفيروس، وتنتشر هذه التسمية خاصة في أوروبا الشرقية وروسيا، حيث يُعد المرض أكثر شيوعًا بسبب الكثافة العالية للفئران في المناطق السكنية والزراعية.

وفي دراسة نُشرت في مجلة الأمراض المعدية، تبيّن أن 80% من الإصابات في روسيا وأوكرانيا حدثت بعد تنظيف مخازن أو دخول مزارع مهجورة، دون ارتداء أدوات الحماية.

مخاطر التجاهل

أكدت دراسة حديثة أن 60% من الأشخاص الذين أُصيبوا بحمى الفأر لم يكونوا على علم بوجود هذا المرض من الأساس، وهذا ما يزيد من خطورة انتشاره.

وقالت الدكتورة ناتاليا كوروتكوفا، المتخصصة في الأمراض المعدية، إن عدم وجود وعي كافٍ لدى الناس يجعلهم يعالجون أنفسهم في المنزل، وهو ما قد يؤدي إلى تدهور الحالة خلال أيام قليلة.