كتب: سامية الإبشيهي -
06:02 ص | الأربعاء 09 أبريل 2025
الحزام الناري مرض فيروسي ينشأ عن نفس الفيروس المسبب لجدري الماء، ويصيب الأشخاص الذين تعرضوا للفيروس سابقًا، ويُعد كبار السن من الفئات الأكثر عرضة للإصابة به، وتزداد المخاوف من ارتباطه بمشاكل صحية أخرى مثل الخرف، وفي دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ستانفورد، تم اكتشاف أن تلقي لقاح القوباء المنطقية قد يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بالخرف، مما يفتح أفقًا جديدًا في الوقاية من الأمراض التنكسية التي تصيب الدماغ مع تقدم العمر.
كشف فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد عن نتائج دراسة طبية هامة تتعلق بتأثير لقاح القوباء المنطقية على صحة كبار السن، ووفقًا للدراسة التي أجريت في مدينة ويلز البريطانية، تبين أن كبار السن الذين تلقوا اللقاح كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 20%، وأشارت الدراسة إلى أن تلقي اللقاح لم يقلل فقط من معدلات الإصابة بالحزام الناري، بل قدم أيضًا حماية إضافية ضد الأمراض العصبية التنكسية مثل الخرف.
الحزام الناري، الذي يُطلق عليه أيضًا الهربس النطاقي، مرض فيروسي ناتج عن نفس الفيروس الذي يسبب جدري الماء، وبعد الإصابة بجدري الماء في مرحلة الطفولة، يظل الفيروس كامنًا في الأعصاب ويمكن أن يعاود نشاطه في سن متقدمة، ما يؤدي إلى ظهور الحزام الناري، ويعاني المرضى من طفح جلدي مؤلم، وقد يتسبب المرض في مضاعفات خطيرة، خاصة في حال أصاب كبار السن أو الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
وفي هذا السياق، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أهمية الوقاية من الأمراض الفيروسية لدى كبار السن، مؤكدةً على أن اللقاحات تعد أحد الأساليب الفعالة في تقليل الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل الحزام الناري، كما دعت المنظمة إلى تعزيز برامج التطعيم في الفئات العمرية الأكبر لضمان وقايتهم من الأمراض التي قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، ومنها الخرف.
أوضحت وزارة الصحة أن الحزام الناري .مرض فيروسي يظهر على شكل طفح جلدي مؤلم، ينتج عن إعادة تنشيط فيروس الجدري المائي الذي يبقى خاملاً داخل الجسم بعد الإصابة الأولية، ومع التقدم في العمر أو ضعف المناعة، يمكن أن ينشط الفيروس مسببًا هذا المرض.
أكدت الوزارة أن الأعراض الأولية للحزام الناري تشمل:
ووفقًا للدراسة، فحص الباحثون السجلات الصحية لأكثر من 280 ألف شخص مسن تتراوح أعمارهم بين 71 و88 عامًا، ولم يكن هؤلاء الأشخاص مصابين بالخرف عند بدء تلقي اللقاح، وجد الباحثون أنه على مدار سبع سنوات، الأشخاص الذين تلقوا اللقاح كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 20% مقارنةً بمن لم يتلقوه، كما أظهرت النتائج أن لقاح القوباء المنطقية قلل من الإصابة بالحزام الناري بنسبة 37% خلال نفس الفترة الزمنية، ما يشير إلى الدور الوقائي الذي قد يلعبه اللقاح في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالشيخوخة.
بالإضافة إلى تأثير اللقاح على تقليل معدلات الإصابة بالحزام الناري، أظهرت الدراسة أن تلقي اللقاح يعزز من قدرة الجهاز المناعي على مواجهة الأمراض المزمنة، وأكد الباحثون أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد القوباء المنطقية كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 20% مقارنة بمن لم يتلقوا اللقاح، مما يبرز أهمية اللقاحات في الوقاية من الأمراض المزمنة التي تصيب الدماغ مع التقدم في العمر.
وفي تقرير لخبراء الصحة في منظمة الصحة العالمية، أكدوا على أهمية تعزيز برامج التطعيم لكبار السن، خاصة في الدول التي تعاني من ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية، وأوضحوا أن تلقي اللقاح في سن مبكرة يمكن أن يسهم في تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك الحزام الناري والخرف، كما دعوا إلى تشجيع الحكومات على إدراج اللقاحات كجزء من البرامج الصحية الوقائية لكبار السن.